الاخوة في الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاخوة في الله

منتدى لجمع الاخوة في الله من كل مكان على كلمة الله والدعوة الى الله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 معا نتعلم تفسير جزء عم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:21 am

بسم الله الرحمن الرحيم



سورة النبأ
آياتها : 40

سورة النبأ

بسم الله الرحمن الرحيم

عم يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مخلفون * كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون * ألم نجعل الأرض مهدا * والجبال أوتادا * وخلقناكم أزواجا * وجعلنا نومكم سباتا * وجعل الليل لباسا * وجعلنا النهار معاشا * وبنينا فوقكم سبعا شدادا * وجعلنا سراجا وهاجا * وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا * لنخرج به حبا ونباتا * وجنات ألفافا * إن يوم الفضل كان ميقاتا * يوم ينفخ في الصور فتأتون فواجا * وفتحت السماء فكانت أبوابا * وسيرت الجبال فكان سرابا * إن جهنم كانت مرصادا * للطاغين مئابا * لبثين فيها أحقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * إلا حميما وغساقا * جزاء وفاقا * إنهم كانوا لا يرجون حسابا * وكذبوا بآياتنا كذابا * وكل شيء أحصيناه كتبا * فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا * إن للمتقين مفازاً * حدائق وأعنابا * وكواعب أترابا * وكأساً دهاقا * لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا * جزاء من ربك عطاء حسابا * رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا * يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا * ذلك اليوم الحق فمن شاء أتخذ إلى ربه مئاباً * إنا أنذرنكم عذابا قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت تراباً } .
<******************>drawGradient()سورة النبأ



1- قوله تعالى : {عم يتساءلون } أي : عن أي شيء يسال كفار مكة بعضهم بعضاً .
2- قوله تعالى : {عن النبأ العظيم} ؛ أي : يتساءلون عن الخبر العظيم الذي استطار أمره بينهم ، وهو القرآن ، ويحتمل أن يكون البعث( ) .
3- قوله تعالى : {الذي هم فيه مختلفون } ؛ أي : صاروا فيه فرقاً في حقيقة هذا النبأ وصحته( ) .
4- 5- قوله تعالى : {كلا سيعلمون * ثم كلا سيعلمون } ؛ أي : ليس الأمر( ) كما يزعم هؤلاء المختلفون في النبأ ، وسيعلمون عاقبة اختلافهم فيه( ) ، وهذا وعيد للمختلفين في النبأ ، وكرر الوعيد لتأكيده .
6- عدد الله في هذه الآيات نعمة الكونية على الناس ، والتي لو تفكر فيها هؤلاء الكفار، لما وقع منهم اختلاف في النبأ العظيم الذي جاءهم من عند الله ، فقال تعالى : {ألم نجعل الأرض مهدا} ، وهو استفهام على سبيل التقرير ، معناه : أن الله جعل هذه الأرض البسيطة مهيئة للناس كالمهاد الذي يمتهدونه ويفترشونه .
7- قوله تعالى : {والجبال أوتادا} ؛ أي : وجعلنا الجبال الراسيات كالوتد الذي تشد به أطناب الخيمة ، فتمسك الأرض كي لا تميد بأهلها كما تمسك الأوتاد الخيمة فلا تسقط .
8- قوله تعالى : {وخلقناكم أزواجاً} ؛ أي : أنشأناكم وقدرناكم وجعلناكم أيها الناس من ذكر وأنثى .
9- قوله تعالى : {وجعلنا نومكم سباتا} ؛ أي : جعلنا نومكن راحة ودعة لكم ، تهدأون به وتسكنون( ) .
10- قوله تعالى : {وجعلنا الليل لباسا} ؛ أي : جعلناه يغشاكم بظلامه ، فيكون لكم كاللباس الذي سيتركم( ) ، فتستريحون فيه بعد عناء التقلب في النهار .
11- قوله تعالى : {وجعلنا النهار معاشا} ؛ أي : جعلنا لكم النهار المبصر وقتاً للتعيش ؛ أي : طلب المعاش الذي تقوم به حياتكم .
12- قوله تعالى : {وبنينا فوقكم سبعا شدادا } ، أي : رفعنا فوقكم بناء : سبع سماوات محكمة قوية البنيان ، ليس فيهافطور ، ولا خلل في الخلق .
13- قوله تعالى : {وجعلنا سراجا وهاجا} ؛ أي : جعلنا في السماء الشمس كالسراج المتقد المضيء .
14- قوله تعالى : {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا} ؛ أي : أنزلنا من السحاب( ) مطراً غزيراً .
15- قوله تعالى : {لنخرج به حبا ونباتا} أي : أنزلنا المطر من السحاب لأجل أن نخرج الحب ، وهو شامل الجميع الحبوب ؛ كالقمح والشعير والأرز ، وغيرهما ، ونخرج النبات ، وهو ما عدا الحبوب مما ينبت في الأرض ؛ كالنخيل والرمان والأعناب ، وغيرها .
16- قوله تعالى {وجنات ألفافا}( ) ؛ أي : ونخرج بالمطر البساتين( ) التي التفت أغصان أشجارها بعضها على بعض( ) .
17- قوله تعالى : {إن يوم الفصل كان ميقاتا} ؛ أي : إن يوم القيامة كان موعدا مؤقتا للجمع بين هذه الخلائق ، ليفصل الله فيه بينها( ) .
18- قوله تعالى : {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا} ؛ أي : يوم الفصل هو يوم ينفخ إسرافيل عليه اسلام النفخة الثانية في البوق ، فتجيئون إليه الناس زمراً زمر ، وجماعات جماعات( ).
19- قوله تعالى : {وفاتحت السماء فكانت أبواباً} ؛ أي : صار في السماء فروج على هيئة الأبواب ، حتى أن الناظر إليها يراها أبواباً مفتحة( ) .
20- قوله تعالى : {وسيرت الجبال فكانت سراب} ؛ أي : يجعل الله هذه الجبال الأوتاد للأرض تسير ، حتى تصل إلى مرحلة الهباء الذي يتطاير ، فيحسبه الرائي جبلاً ، وإذا هو كالسراب الذي يراه الرائي على أنه ماء ، وهو ليس كذلك( ) .
21- قوله تعالى : {إن جهنم كانت مرصادا} ؛ أي : إن نار جهنم كانت ذات ارتقاب، ترقب من يجتازها وترصدهم( ) .
22- قوله تعالى : {للطاغين مئابا } ؛ أي : إن جهنم للذين تجاوزوا الحد في العصيان حتى بلغوا الكفر ، مرجع ومصير يصيرون إليه وستقرون فيه .
- قوله تعالى : {لابثين فيها أحقابا} أي : إن هؤلاء الطاغين ماكثون ومقيمون في النار أزماناً طويلة تلو أزمان لا انقطاع لها( ) .
24- قوله تعالى : {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا} ؛ أي : لا يحسون ولا يطعمون فيها هواء يبرد حر السعير عنهم( ) ، ولا يشربون شيئاً يروى عطشهم الذي نتج عن هذا الحر .
25- قوله تعالى : {إلا حميما وغساقا} ؛ أي : لا يذوقون البرد والشراب ، لكن يذوقون الماء الذي بلغ النهاية في حرارته ، وصديد أهل النار المنتن الذي بلغ النهاية في برودته( ).
26- قوله تعالى : {جزاء وفاقا} ؛ أي ك ثواباً موافقاً لأعمالهم( ) .
27- قوله تعالى : {إنهم كانوا لا يرجون حسابا} ؛ أي : إن هؤلاء الطاغين كانوا في الدنيا لا يخافون( ) أن يجازيهم أحد على سوء أعمالهم ، فوقعت منهم هذه الأعمال التي جوزوا عليها جزاء وفاقا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:22 am

28- قوله تعالى : {وكذبوا بآياتنا كذابا} ؛ أي : كذبوا تكذيباً شديداً ، ولم يصدقوا بالقرآن وغيره من الآيات .
29- قوله تعالى : {وكل شيء أحصيناه كتابا} ؛ أي : ضبطنا وعددنا عليهم كل شيء عملوه ، فكتبناه وحفظناه عليهم( ) .
30- قوله تعالى : {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} ؛ أي : ذوقوا أيها الكفار الطاغون من عذاب هذه الأحقاب ، فلن نزيدكم إلا عذاباً من جنس عذاب النار( ) ؛ كما قال تعالى : {هذا فليذوقوه حميم وغساق * وءاخر من شكله أزواج} ، والعياذ بالله ، وهذه الآية من أشد ما نزل في عذاب الكفار( ) .
31- قوله تعالى : {إن للمتقين مفازا} : عقب بذكر المتقين على عادة القرآن في ذكر الفريقين وأحوالهم ومآلهم . والمعنى : إن للذين اتقوا الله بطاعته وتجنب معصيته مكان فوز ، وهو الجنة( ) .
32- قوله تعالى : {حدائق وأعنابا} ؛ أي : إن مكان الفوز هو هذه البساتين المسورة : إما بجدار ، وإما بأشجار ، وخص العنب لفضله عندهم .
- قوله تعالى : {وكواعب أترابا} ؛ أي : ومن المفاز : الجواري المستويات الأسنان، اللواتي قد استدارت نهودهن وتفلكت .
34- قوله تعالى : {وكأسا دهاقا} ؛ أي : ومن المفاز : إناء الخمر ، أو غيره ، المملوء عن آخره ، الذي يشربونه صافياً متتابعاً بلا انقطاع( ) .
35- قوله تعالى : {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} ؛ أي : لا يسمعون في الجنة التي هي المفاز( ) أي كلام باطل ، ولا يكذب بعضهم بعضا( )
36- قوله تعالى : {جزاء من ربكم عطاء حسابا} ؛ أي : أثابهم الرب( ) بهذا المفاز وما فيه من النعيم المذكور مقابل أعمالهم الصالحة في الدنيا ، ثم إنه تفضل عليهم بالعطاء الذي فيه الكفاية لهم( ) ، وهو عطاء من غير مقابل ، وهو زيادة في الجنة يزيدها الرب لمن شاء من عباده .
37- قوله تعالى : {رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا} ؛ أي : هذا الرب الذي جازاهم وأعطاهم هو رب السموات والأرش وما بينهما ، وهو الرحمن الذي بيده جلائل النعم ، وفي هذا تنبيه على أنه أعطاهم ما أعطاهم بربوبيته وملكه ورحمته لهم .
وقوله : {لا يملكون منه خطابا} ؛ أي : هؤلاء الخلق المذكورون في قوله : {السموات والأرض وما بينهما} لا يستطيعون مخاطبة الله في يوم القيامة إلا بإذنه ، كما سيرد في الآية بعدها.
38- قوله تعالى : {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} ؛ أي : لا يملك الخلق من الله مخاطبته في هذا اليوم الذي يقوم فيه هذا الخلق العظيم -لروح( ) والملائكة – صفا ، تعظيماً لله كما لا يستطيعون مكالمته إلا من قبل الله منه أن يتكلم،

وتكلم بالحق ، وعمل به في الدنيا . وأعظم الحق قول لا إله إلا الله ، والعمل بها( ) .
39- قوله تعالى : {ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا} ؛ أي : ذلك اليوم الذي يقوم فيه الروح والملائكة ، هو اليوم الكائن الثابت الذي لا شك فيه ، فمن أراد منكم أيها العباد النجاة في ذلك اليوم ، فليتخذ من الأعمال الحسنة ما يكون لا سبيلاً ومرجعاً يرجع به إلى الله سبحانه( ) .
40- قول تعالى : {إنا أنذرناكم عذاباً قريباً يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا} ؛ أي : إنا حذرناكم أيها لعباد( ) عذاباً قد دنا منكم وقرب
منكم إلى أعماله التي قدم بها إلى الله ، ويوم يتمنى الذي لم يؤمن بربه وكفر به أن لو جعل تراباً ، كما يصير للبهائم في ذلك اليوم( ) ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:25 am

سورة النازعات
آياتها : 46 .

سورة النازعات

بسم الله الرحمن الرحيم

والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا * يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة * قلوب يومئذ واجفة * أبصرها خاشعة * يقولون أءنا لمردودون في لحافرة * أءذا كنا عظاما نخرة * قالوا تلك إذا كرة خاسرة * فإنما هي زجر وحده * فإذاهم بالساهرة * هل أتاك حديث موسى * إذا ناداه ربه بالواد المقدس طوى * أذهب إلى فرعون إنه طغى * فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى * فأراءه الآية الكرى* فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحسر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى * فأخذه الله نكال الأخره والأولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى * ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها * رفع سمكها فسواها * وأغطش ليلها وأخرج ضحها * والأرض بعد ذلك دحها * أخرج منها ماءها ومرعاها * والجبال أرساها * متاعا لكم ولأنعامكم * فإذا جاءت الطامة الكبرى * يوم يتذكر الإنسان ما سعى * وبرزت الجحيم لمن يرى * فأما من طغى * وءاثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى * وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإنه الجنة هي المأوى * يسألونك عن الساعة أيان مرساها * فيم أنت من ذكراها * إلى ربك منتهاها * إنما أنت منذر من يخشاها * كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحها *
<******************>drawGradient()
سورة النازعات


1- قوله تعالى : {والنازعات غرقا} : يقسم ربنا الملائكة التي تجذب أرواح الكفار من أجسادهم عند الموت جذباً شديداً ، كما يشد الرامي بالقوس السهم إلى آخر مداه( ).
2- قوله تعالى : {والناشطات نشطا} : ويقسم بالملائكة أن تسل روح المؤمن من جسه بخفة وسهولة( ) .
3- قوله تعالى {والسابحات سبحا} : ويقسم بالملائكة التي تجوب آفاق السماء ، وتنزل إلى الأرض بأمر الله( ) .
4- قوله تعالى : {فالسابقات سبقا} : عطف السابقات على السابحات بالفاء ، ومعنى ذلك : أن السابقات من جنس السابحات ، وهي الملائكة التي يسبق بعضها بعضاً في تدبير أمر الله تعالى( ) .
5- قوله تعالى : {فالمدبرات امرا} : أجمع المفسرون على أنها الملائكة التي تنفذ ما أمر الله به من قضائه( ) ؛ كالملائكة الموكلون بأعمال العباد ، والموكلون بالنار ، والموكلون بالجنة ، وغرهم .
وجواب هذا الأقسام محذوف( ). ولما كان موضوع السورة في البعث ، جاز تقدير الجواب ـ "لتبعثن" ، ويكون المعنى والنازعات لتبعثن ، وهكذا .
6-7- قوله تعالى : {يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة} ؛ أي لتبعثن يوم تهتز وتضطرب الأرض بسبب النفخة الأولى التي تتبعها النفخة الثانية ( ).
8- قوله تعالى : {قلوب يومئذ واجفة} ؛ أي : قولب خلق من خلقه يوم تقع هذه الأحداث ، خائفة( ) .
9- قوله تعالى : {أبصارهم خشعة} ؛ أي : أبصار أصحابها ذليلة مما قد نزل بها من الخوف والرعب( ) .
- قوله تعالى : {يقولون أءنا لمردودون في الحافرة} ؛ أي : يقول أصحاب هذا القلوب الذين أنكروا البعث في الدنيا : أنرجعُ إلى الحياة بعد أن نموت وندفن تحت التراب؟( ) .
11- قوله تعالى : {أءذا كنا عظاما نخرة} ؛ أي : كيف نرجع إلى حالنا الأول ، وقد تحللت أجسامنا وصرنا عظاماً بالية فارغة( ) .
12- قوله تعالى : {قالوا تلك إذا كره خاسرة} ؛ أي : إن الرجعة إلى الحياة بعد الممات رجعة لا خير فيها ، بل فيها غبن لهم ( ) .
13- قوله تعالى : {فإنما هي زجرة وحدة} ؛ أي : إن الأمر لا يحتاج إلى كبير عناء ، بل هي صيحة واحدة لا ثانية لها ينفخها إسرافيل في الصور ، فيقومون من قبورهم أحياء( ) .
14- قوله تعالى : {فإذا هم بالساهرة} ؛ أي : بعد أن يسمعوا الصيحة فإنهم سرعان ما سيكونون على الأرض( ) .
15-16- قوله تعالى : {هل أتاك حديث موسى * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى} : استفهام للتشويق لخبر موسى بن عمران ، والمعنى : هل جاءك خبر موسى حن كلمه الله نداء في وادي طوى المطهر( ) .
17- قوله تعالى : {أذهب إلى فرعون إنه طغى} ؛ أي : ناداه أن أذهب إلى فرعون مصر، إنه قد تجاوز الحد في العدوان والتكبر( ) .
18- قوله تعالى : {فقل هل لك إلى أن تزكى} ؛ أي : اعرض عليه أن يتطهر من الكفر والتجبر ، فيسلم لله( ) .
19- قوله تعالى : {وأهديك إلى ربك فتخشى} ؛ أي : أدلك وأرشد إلى الطريق الموصول لمن ملكك بربوبيته ، وهو الاستسلام لله ، فيخضع قلبك ويلين ويطيع ، بعد أن كان قاسياً بعيداً عن الخير( ) .
20- قوله تعالى : {فأراه الآية الكبرى} ؛ أي : فأظهر موسى عليه السلام لفرعون العصا واليد علامة واضحة على نبوته وصدقه فيما جاء به( ) .
21- قوله تعالى : {فكذب وعصى} ؛ أي : كانت نتيجة هذه المقابلة وعرض الآية لم يصدقها فرعون ، وخالف من أمره به موسى عليه السلام من الطاعة .
22- قوله تعالى : {ثم أدبر يسعى} ؛ أي : ثم أعرض عن الإيمان بما جاء به موسى عليه السلام ومضى في عمل الفساد .
23- 24- قوله تعالى : {فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الأعلى} ؛ أي : من سعيه بالفساد أنه جمع قومه وأتباعه ، ونادى فيهم قائلاً : أنا ربكم الأعلى ، وفي هذه رد لما جاء به موسى عليه السلام من دعوته لربه ، فزعم أنه رب لقومه .
25- قوله تعالى : {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} ؛ أي : فناله الله بعقوبة الدنيا بالغرق، والآخرة بالنار ، على ما فعله في أول أمره وآخره( ) .
26- قوله تعالى : {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى } ؛ أي : إن في ما حدث لفرعون موعظة لمن يتعظ ويخاف عقاب الله( ) .
27- قوله تعالى : {ءانتم أشد خلقاً أم السماء بناها } يقول تعالى للمكذبين بالبعث القائلين : {أءذا كنا عظاما نخرة} : أأنتم أيها الناس أصعب في الإيجاد ، أم إيجاد السماء وابتداعها أصعب ؟ ولا شك أن خلق السماء أصعب ، وفي هذه دلالة على وقوع البعث الذي أنكروه .
ثم بين كيفية خلقه للسماء بجمل متعاقبة ، فقال : {بناها} ؛ أي : شيدها .
28- قوله تعالى ك {رفع سمكها فسوها} بين كيف بناؤها بقوله : {رفع سمكها} ؛ أي جعل ارتفاعها ارتفاعاً عالياً في البناء ، معتدلة الأرجاء ، لا فطور فيها ، ولا تفاوت .
29- قوله تعالى : {وأغطش ليلها وأخرج ضحاها} ؛ أي : جعل ليل السماء مظلماً ، وأظهر ضحاها بنور الشمس( ) .
30- قوله تعالى : {والأرض بد ذلك دحاها} ؛ أي : بسط الأرض( ) بعد خلق السماء وإغطاش ليلها وإخراج ضحاها( ) .
31- قوله تعالى : {أخرج منها ماءها ومرعاها} ؛ أي : أظهر من الأرض ماءها وكلأها من النبات( ) .
32- قوله تعالى : {والجبال أرساها} ؛ أي : ثبت الجبال في الأرض ، فهي مثبتة للأرض، والأرض مثبتة لها( ) .
33- قوله تعالى : {متاعا لكم ولأنعامكم} ؛ أي : ما ذكره من خلق السماء ودحو الأرض وإرساء الجبال منفعة لكم ، تنتفعون به أنتم وأنعامكم مدة من الزمان ، ثم ينتهي هذا الانتفاع .
- قوله تعالى : {فإذا جاءت الطامة الكبرى} ؛ أي : إذا جاءت الساعة( ) التي تطم (أي : تغمرها بعظيم هولها ، حتى لا يوجد أكبر منها عرفوا سوء عاقبتهم وتكذيبهم بالبعث( ).
35- قوله تعالى : {يوم يتذكر الإنسان ما سعى} : أي : إذا جاءت الطامة ، كان من الإنسان المؤمن والكافر تذكر ما عمله في حياته من خير وشر( ) .
36- قوله تعالى : {وبرزت الجحيم لمن يرى} ؛ أي : جيء بجهنم فأظهرت ، ليراها من يبصر في هذا اليوم ، كما ورد في حديث ابن مسعود : يؤتي بجهنم يومئذ ، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها( ) .
37- قوله تعالى : {فأما من طغى} : تفصيل في حال الفريقين من أهل السعي من الناس؛ فبدأ بالذي تجاوز الحد في أعماله ، وهو المكذوب بالبعث ؛ لأن السورة في النعي عليه ، وإثبات ما أنكره .
38- قوله تعالى : {وءاثر الحياة الدنيا} ؛ أي : قدم الحياة الدنيا بما فيها من الملذات الزائلة عن نعيم الآخرة .
39- قوله تعالى : {فإن الجحيم هي المأوى} ؛ أي : مآل هذا المكذب بالبعث ومسكنه النار التي قد تجحمت من شدة الإيقاد .
40- قوله تعالى : {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى} ، هذا الفريق الثاني، وهو من امتلأ قلبه بالخوف من قيام أمام ربه ، وكف نفسه عن ما ترغبه من المعاصي( ) .
41- قوله تعالى : {فإن الجنة هي المأوى} هذا جواب أما ، والمعنى : أن الجنة هي مرجع ومستقر من خاف مقام ربه ، ونهى النفس عن الهوى .
42- قوله تعالى : {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} ؛ أي : يسألك المكذبون بالبعث متى تقع الساعة ؟
43- قوله تعالى : {فيم أنت من ذكراها} ؛ في أي شيء أنت من ذكر الساعة والبحث عن وقت وقوعها ؟ ؛ أي ليس هذا من شأنك ، بل شأنك الإعداد لها ، كما قال صلى الله عليه وسلم للسائل عنها : ماذا أعدت بها .
44- قوله تعالى : {إلى ربك منتهاها } ؛ أي : إلى ربك مرجع علم وقوعها ، وعلم ما فيها .
45- قوله تعالى : {وإنما أن منذر من يخشاها} : هذا بيان لمهمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي تخويف الناس وتحذيرهم من الساعة وأهولها ، وخص الخائفين ، منها بالذكر لأنهم المنتفعون بها .
46- قوله تعالى : {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} ؛ أي : كأن هؤلاء المكذبين بالبعث يوم يعاينون الساعة بأبصارهم ، ولم يمكثوا في هذه الدنيا إلا زمناً يسيراً ، لا يتجاوز قدره آخر النهار ، أو أوله ، والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:26 am

سورة عبس
آياتها : 42
سورة عبس
بسم الله الرحمن الرحيم


{ عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى * فأنت له تصدى * وما عليك إلا يزكى * وأما من جاءك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى * كلا إنها تذكرة * فمن شاء ذكره * في صحف مكرمة * مرفوعة مطهرة * بأيدي سفرة * كرام بررة * قتل الإنسان ما أكفره * من أي شيء خلقه * من نطفة خلقه فقدره * ثم السبيل يسره * ثم أماته فأقبره * ثم إذا شاء أنشره * كلا لما يقض ما أمره * فلينظر فيها حبا * وعنبا وقصبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا * متاعا لكم ولأنعامكم * فإذا جاءت الصاخة * يقوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحباته وبنيه * لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه * وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة * ووجوه يومئذ عليها برة * ترهقها فترة * أولئك هم الكفرة الفجرة } .
<******************>drawGradient()سورة عبس
نزلت سورة عبس بشأن عبد الله بن أم مكتوم ، قالت عائشة : أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : أرشدني ، وعنده من عظماء المشركين . قال : فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ، ويقبل على الآخر ، ويقول : أترى بما أقوله بأساً ؟ فيقول : لا ، ففي هذا أنزلت : {عبس وتولى} .
1-2- قوله تعالى : {عبس وتولى * إن جاءه الأعمى} ؛ أي : قطب وجهه وكلح ؛ لأجل أن جاءه الأعمى يسترشد عن الدين ، وأعرض وانشغل عنه بالغني الكافر رجاء أن يسلم( ) .
3- قوله تعالى : {وما يدريك لعله يزكى} ؛ أي : وما يعلمك ، لعل هذا الأعمى الذي عبست في وجهه يتطهر من ذنوبه بموعظتك ، فيسلم؟( ) ..
4- قوله تعالى : {أو يذكر فتنفعه الذكرى} ؛ أي : فإن لم يقع منه تزك ، حصل الاتعاظ بالموعظة ، فتنفعه ولو بعد حين؟( ) .
5-6- قوله تعالى : {أما من استغنى * فأنت له تصدى} ؛ أما من عد نفسه غنياً عنك ، وعن الإيمان بك( ) ، فأنت تتعرض له .
7- قوله تعالى {وما عليك ألا يزكى} ؛ أي : أي شيء سيلحقك إذا لم يسلم هذا الكافر؟( ) .
8-10- قوله تعالى : {وأما من جاء يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى} ؛ أي : أما هذا الأعمى الذي أتى حيث الخطي إليك بنفسه ، وقد وفر في قلبه الخوف من الله ، فأنت تنشغل عنه بهذا الكافر المظنون إسلامه .
11- قوله تعالى : {كلا إنها تذكرة} ؛ أي : ما الأمر كما فعلت يا محمد عليه الصلاة والسلام – من أن تعبس في وجه من جاء يسعى . إن هذه الآيات موعظة وتذكرة لمن أراد أن يتذكر .
12- قوله تعالى : {فمن شاء ذكره} ؛ أي : فمن أراد من عباد الله – صادقاً في إرادته- أن يتعظ بالقرآن وآياته حصل له الاتعاظ( ) .
13- قوله تعالى : {في صحف مكرمة} ؛ أي : هذا القرآن مكتوب في صحف الملائكة ، وهي صحف شريفة رفيعة القدر( ) .
14- قوله تعالى : {مرفوعة مطهرة} ؛ أي : هي في مكان عال وقدر رفيع ؛ لأنها بأيدي الملائكة ، ولذا فإن الدنس لا يقربها .
15- قوله تعالى : {بأيدي سفرة} ؛ أي : هذه الصحف التي كتب بها القرآن بأيدي رسل الله من الملائكة الذين يؤدون عنه وحيه إلى عباده( ) .
16- قوله تعالى : {كرام برره} ؛ أي ك هؤلاء السفرة من الملائكة في مرتبة شريفة عند الله ، حيث خصهم بوحيه( ) ، وهم كثيرو الخير ، كثيرو الطاعة : {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}( ) [التحريم : 6] .
17- قوله تعالى : {قتل الإنسان ما أكفره} : هذا دعاء على الإنسان الكافر( ) بالقتل( ) ، لشدة كفره بالله( ) ، ومن لازم ذلك لعنه وطرده من رحمة الله .
18- قوله تعالى : {من أي شيء خلقه} : استفهام على سبيل التقرير ، والمعنى : ما أصل خلق هذا الإنسان حتى يستغني عن الإيمان بربه ويكفر ؟ .
19- قوله تعالى : {من نطفة خلقه فقدره} : بين الله في هذا أصل الإنسان ، وأن منشأه من ماء قليل هو أصل هذا التناسل البشري ، وأنه قدره بعد ذلك أطواراً في الخلق ، حتى صار جنيناً في بطن أمه .
20- قوله تعالى : {ثم السبيل يسره} ؛ أي : ثم بعد هذه الأطوار التي عاشها في بطن أمه، سهل الله له الخروج من هذا البطن( ) .
21- قوله تعالى : {ثم أماته فأقبره} ؛ أي : حكم الله عليه بالموت بعد أن عاش في هذه الحياة ، وأمر بدفنه في باطن الأرض ( ).
22- قوله تعالى : {ثم إذا شاء أنشره} ؛ أي : بعد أن يموت هذا الإنسان ، فإن الله سيبعثه إذا أراد ذلك ، وهو كائن يوم ينفخ في الصور( ) .
23- قوله تعالى : {كلا لما يقض ما أمره} ؛ أي : ليس الأمر على ما يظنه من اشتد كفره من انه أدى حق الله ، بل إنه لم يؤد أوامر الله التي أنزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم( ).
24- قوله تعالى : {فلينظر الإنسان إلى طعامه} ؛ أي : فيعتبر هذا الكافر( ) مستعيناً بما وهبه الله من النظر بعينيه إلى الأحوال التي يمر بها طعامه ، حتى يصل إليه ، فإنه لو اعتبر لترك كفره( ) .
25- قوله تعالى : {أنا صببنا الماء صبا} : هذا البدء بذكر أحوال الطعام ، والمعنى : فلينظر إلى إلقائنا المطر من السماء إلى الأرض بغزارة وقوة( ) .
26- قول تعالى : {ثم شققنا الأرض شقا} ؛ أي : لما أنزلنا هذا المطر على الأرض واستقر بها مدة ، أنبت النبات ، ففتق هذا النبات الأرض وخرج منها .
27-29- قوله تعالى : {فأنبتنا فيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا} ؛ أي : فأنبتنا في هذه الأرض المتشققة : الحبوب ، وكروم العنب ، والعلف( ) ، والزيتون ، ,النخيل ، وكلها كانت معروفة لهم يستفيدون من شجرها وثمرها .
30- قوله تعالى : {وحدائق غلبا} ؛ أي : وبساتين قد أحيط عليها بسور من شجر أو حجر أو غيره ، وهذا البساتين شجرها عظيم الجذع ، ملتف بعضها على بعض لطولها( ) .
31- قوله تعالى : {وفاكهة وأبا} ؛ أي : وأنبتنا بهذا الماء المنصب : فاكهة من ثمار هذه الأشجار يتفكه الناس بأكلها ، وعشباً تأكله أنعامهم في المرعى( ) .
32- قوله تعالى : {متاعاً لكم ولإنعامكم } ؛ أي جعلنا هذا الطعام منفعة لكم ، تنتفعون به أنتم وأنعامكم مدة من الزمان ، ثم ينتهي هذا الانتفاع .
33- قوله تعالى : {فإذا جاءت الصاخة} ؛ أي : تنتفعون بهذا المتاع الذي سرعان ما ينتهي ، وذلك بمجيء تلك الصيحة العظيمة التي تصك الآذان بشدة صوتها( ) .
34-36- قوله تعالى : {يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبته وبنيه} ؛ أي : إذا جاءت تلك الصيحة وقع هروب الإنسان من هؤلاء القرابة ، وهم الأخوة والأبوان والزوجة والأبناء .
37- قولهم تعالى : {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} ؛ أي : يهرب هؤلاء من بعضهم لأن كل منهم حاله التي تشغله من غيره( ) .
38- 39- قوله تعالى : {وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة} ؛ أي : في ذلك اليوم ينقسم الناس إلى فريقين : فريق قد أضاء وجهه واستنار، فهو منبسط منشرح بسبب ما سيلاقيه من النعيم .
40-42- قوله تعالى : {ووجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها فترة * أولئك هم الكفرة الفجرة} ؛ أي : وفريق قد تغبرت وجوههم ، وعلاها السود والظلمة بسبب ما هي صائرة إليه من العذاب ، وهي وجوه الذين ستروا فطرهم بالكفر ، وشقوا ربقة الإيمان بأعمال الفجور، فجمعوا بين فساد الاعتقاد والعمل ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:27 am

سورة التكوير
آياتها : 29
سورة التكوير

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا الشمس كورت * وإذا النجوم أنكدرت * وإذا الجبال سيرت * وإذا العشار عطلت * وإذا الوحوش حشرت * وإذا البحار سجرت * وإذا النفوس زوجت * وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت * وإذا الصحف نشرت * وإذا السماء كشطت * وإذا الجحيم سعرت * وإذا الجنة أزلفت * علمت نفس ما أحضرت * فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس * والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس * إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين * وما صاحبكم بمجنون * ولقد راءه بالأفق المبين * وما هو على الغيب بضنين * وما هو بقول شيطان رجيم * فأين تذهبون * إن هو إلا ذكر العالمين * لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء رب العالمين .
<******************>drawGradient()
سورة التكوير
قال صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي عين ، فليقرأ : {إذا الشمس كورت} ، و {إذا السماء انفطرت} ، و {إذا السماء انشقت} .
وقد ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن الآيات لست الأولى تكون في آخر الزمان والناس ينظرون إليها ، ولست الأخيرة تكون في يوم القيامة .
1- قوله تعالى : {إذا الشمس كورت} ؛ أي : إذا جمع جرم الشمس ، وذهب ضوؤها، فألقيت في النار( ) .
2- قوله تعالى : {وإذا النجوم انكدرت} ؛ أي : وإذا نجوم السماء وقعت وانتثرت ، فتغيرت وطمس ضوؤها( ) .
3- قوله تعالى : {وإذا الجبال سيرت} ؛ أي : وإذا هذه الجبال العظيمة قد أمر الله بتحريكها من مكانها ، فسارت( ) .
4- قوله تعالى : {وإذا العشار عطلت} ؛ أي : وإذا النوق الحوامل التي بلغت الشهر العاشر من حملها ، التي هي أنفس أموالهم ، قد أهملها أهلها وتركوها من هول الموقف( ) .
5- قوله تعالى : {وإذا الوحوش حشرت} ؛ أي : وإذا الحيوانات البرية التي لم تأنس بالإنسان جمعت معه وزال ما بينهما من الاستيحاش بسبب هول الموقف( ) .
6- قوله تعالى : {وإذا البحار سجرت} ؛ أي : وإذا هذه البحار امتلأت بالماء ، ففاضت به ، ثم أوقدت ، فذهب ما فيها من الماء( ) .
7- قوله تعالى( ) : {وإذا النفوس زوجت} ؛ أي : إذا الأشخاص الذين يعملون أعمالاً متشابهة ، يقرن بينهم ، فيقرن الكافر مع الكافر ، والمؤمن مع المؤمن ، واليهودي مع اليهودي ، والنصراني مع النصراني ، وهكذا( ) .
8-9- قوله تعالى :{وإذا الموءدة سئلت * بأي ذنب قتلت} ؛ أي : وإذا سأل الله البنت المدفونة وهي على قيد الحياة : ما الجريمة التي فعلتيها حتى يدفنك أهلك ، فيقتلونك بهذا الدفن( )؟ ، وهذا فيه تبكيت لقاتلها ، وتهويل للموقف الذي يسأل فيه المجني عليه ، فما ظنك بما يلاقيه الجاني لهذا الجناية البشعة ؟ .
10- قوله تعالى : {وإذا الصحف نشرت} ؛ أي : وإذا ما كتبت به أعمال العباد من الصحف قد فتحت ، ليقرأ كل كتاب أعماله ؛ كقوله تعالى : {أقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [الإسراء : 14] .
11- قوله تعالى : {وذا السماء كشطت} ؛ أي : وإذا نزعت السماء كما ينزع الجلد من الذبيحة( ) .
12- قوله تعالى : {وإذا الجحيم سعرت} ؛ أي : وإذا نار الجحيم أوقدت ، فزاد حرها.
13- قوله تعالى : {وإذا الجنة أزلفت} ؛ أي : وإذا الجنة التي أعدت للمتقين ، قربت وأدنيت( ) .
14- قوله تعالى : {علمت نفس ما أحضرت} ؛ أي : إذا وقعت هذه الأحداث ، فإن كل نفس مؤمنة وكافرة تعلم علماً يقيناً بالذي جاءت به من الأعمال لهذا اليوم ؛ كما قال تعالى : {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء نود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}( ) [آل عمران : 30] .
15- 16- قوله تعالى : {فلا أقسم بالخنس * الجوار الكنس} : لما ذكر الآيات التي تكون في آخر هذا العالم وفي يوم القيامة ، أتبعه بالقسم على القرن( ) ، فالقسم ربنا( ) بالنجوم التي تكون مختفية قبل ظهورها بالليل ، الجارية في فلكها ، والداخلة وقت غروبها في النهار إذا طلع ، كما تدخل بقر الوحش والظباء في كناسها ؛ أي : بيتها( ) .
17- قوله تعالى {والليل إذا عسعس} ؛ أي : وأقسم بالليل إذا أقبل أو أدبر( ) .
18- قوله تعالى : {والصبح إذا تنفس} ؛ أي : وأقسم بالصبح إذا بزغ ضوؤه ، وانتشرت نسماته الباردة .
19- قوله تعالى : {إنه لقول رسول كريم} هذا جواب القسم ، والمعنى : إن القرآن تبليغ جبريل أشرف الملائكة( ) .
20- قوله تعالى : {ذي قوة عند ذي العرش( ) مكين} ؛ أي : جبريل صاحب قوة عظيمة ، وهو ذو مكانة ومنزلة عند الله سبحانه ، ولذا خصه بوحيه ، فهو أمين السماء .
21- قوله تعالى : {مطاع ثم أمين} ؛ أي : جبريل المؤتمن على الوحي ، الذي لا يخون، يطيعه أهل السموات .
22- قوله تعالى : {وما صاحبكم بمجنون} ؛ أي : وما محمد الذي لازمكم أكثر من أربعين عاماً ، فلا تخفى عليكم دقائق أحواله ، ما هو بمخبول ولا بممسوس من الجن كما تزعمون.
23- قوله تعالى : {ولقد رءاه بالأفق المبين} ؛ أي ك أقسم أن محمداً رأى جبريل على صورته الملكية في أفق السماء الواضح ، مكان طلوع الشمس أو غروبها ، ولم يكن ذلك رئياً من الجن كما تزعمون .
24- قوله تعالى : {وما هو على الغيب بضنين} ؛ أي : ليس محمد صلى الله عليه وسلم ببخيل عليكم( ) فيما بلغه من الوحي ، فيكتمه عنكم ، أو يأخذ عليه أجراً كما يأخذه الكاهن الذي يأتيه من الجن( ) .
25- قوله تعالى : {وما هو بقول شيطان رجيم} ؛ أي : ليس القرآن من كلام الشيطان الملعون المطرود ، ولكنه كلام الله ووحيه .
26- قوله تعالى : {فأين تذهبون} ؛ أي : ما هو المسلك الذي ستسلكونه بعد هذا البيان والإيضاح عن صدق القرآن ؟
27- قوله تعالى : {إن هو لا ذكر للعالمين} ؛ أي : ما هذا القرآن الذي ذكرت لكم أحواله إلا موعظة لكم أيها المكلفون من الإنس والجن .
28- قول تعالى : {لمن شاء منكم أن يستقيم} ؛ أي : هذا القرآن موعظة لمن صدق في توجهه إلى الله ، وأراد أن يكون مسلماً لله ، مستقيماً على دينه ، وفي هذا دلالة على أن العبد قد يحجب نفسه عن الهداية ؛ كما قال تعالى : {وقد خاب من دساتها} [الشمس : 10] .
29- قوله تعالى : {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} ؛ أي : ولا تقع منكم إرادة كائنة ما كانت ، إلا بعد أن يأذن الله بوقوعها ؛ لأنه رب جميع العوالم ، فلا يقع في ملكه إلا ما يشاء( )
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:27 am

سورة الانفطار
آياتها : 19
سورة الانفطار
بسم الله الرحمن الرحيم


إذا السماء انفطرت * وإذا الكواكب انتثرت * وإذا الحبار فجرت * وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت * يأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك * كلا بل تكذبون بالدين * وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون * إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله .
<******************>drawGradient()سورة الانفطار
1- قوله تعالى : وإذا السماء انفطرت} ؛ أي : إذا انشقت السماء ، كما قال تعالى:{إذا السماء انشقت} [الانشقاق : 1] ، وغيرها .
2- قوله تعالى : {وإذا الكواكب انتثرت} ؛ أي وإذا كواكب السماء ، وهي نجومها، تساقطت وتفرقت( ) .
3- قوله تعالى : {وإذا البحار فجرت} ؛ أي : وإذا هذه البحار العظيمة قد فتح بعضها على بعض فصارت بحراً واحداً ممتلئا( ) .
4- قوله تعالى : {وإذا القبور بعثرت} ؛ أي : وإذا القبور التي دفن بها الموتى أثيرت وقلبت، فجعل أعلاها أسفلها ، فخرج ما بها( ) .
5- قوله تعالى : {علمت نفس ما قدمت وأخرت} ؛ أي : علمت كل نفس الذي عملته من أعمال الخير والشر ، والذي لم تعلمه منهما( ) .
6- قوله تعالى : {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم } ؛ أي : يا أيها الإنسان الكافر( )، أي شيء سول لك وجعلك تخالف أمر ربك الذي أوجدك وربك بنعمه ، ولم يعاجلك بعقوبته بكرمه ؟ ، سول لك جهلك ، أو شيطانك( ) ؟‍‍!
7- قوله تعالى : {الذي خلقك فسواك فعدلك} ؛ أي : ربك الكريم : الذي أوجدك من العدم ، فجعل خلقك سوياً قويماً لا خلل فيه ، وجعله متناسباً في الخلق يدان ورجلان وعينان .. إلخ ، وكل في مكانه المناسب له .
8- قوله تعالى : {في أي صورة ما شاء ركبك} ؛ أي : جمع خلقك في شكل خاص بك، مائل في الشبه إلى أم أو أب و عم أو خال أو عيرهم( ) .
9- قوله تعالى : {كلا بل تكذبون بادين} هذا خطاب للكفار ، والمعنى : ليس الأمر كما تظنون يا من اغتررتم بجهلكم فكفرتم بربكم ، ولكن أنتم تكذبون بيوم الجزاء والحساب، ولا تصدقون به ، فتعملون له( ) .
10- قوله تعالى : {وإن عليكم لحافظين} ؛ أي : وإن عيكم حفظه من الملائكة يرقبون أعمالكم ويسجلونها عليكم( ) .
11- 12- قوله تعالى : {كراماً كاتبين * يعلمون ما تفعلون} ؛ أي : هؤلاء الحفظة من الملائكة شرفاء أمناء يحفظون بالتدوين والكتابة أعمالكم كلها التي يسر الله لهم أن يطلعوا عليها، فلا يزيدون فيها ، ولا ينقصون .
13- قوله تعالى : {إن الإبرار لفي نعيم } ؛ أي : إن الذين اتصفوا بكثرة الطاعات يحيط بهم التنعم الدائم الذي لا يزول ، وهو نعيم الجنة .
14- قوله تعالى : {وإن الفجار لفي جحيم} ؛ أي : وإن الذين شقوا ستر الدين بالكفر، وفجروا في أعمالهم ، وكفروا بالبعث ، يحيط بهم عذاب النار ، ويخلدون فيها بسبب كفرهم .
15- قوله تعالى : {يصلونها يوم الدين} ؛ أي : يدخلونها فتحرقهم بحرها وتشويهم في ذلك اليوم العظيم : يوم الجزاء والحساب .
16- قوله تعالى {وما هم عنها بغائبين} ؛ أي : هم خالدون فيها أبد الآباد( ) ؛ كما قال تعالى : {وما هم بخرجين من النار} [البقرة : 167] .
17-18- قوله تعالى : {وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين} ؛ أي : أي شيء تعلم عن يوم الجزاء والحساب ، ذلك اليوم العظيم( ) ؟ ، وكرر الاستفهام لتهويل أمر هذا اليوم وتعظيمه( ) .
19- قوله تعالى : {يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله} . هذا بيان لذلك اليوم ؛ أي : ذلك اليوم هو يوم لا يستطيع أن ينفع أحد من البشر غيره ، فبطل كل ملك وأمر، وصار الأمر والإذن كله لله وحده( ) ، كما قال تعالى : {لمن الملك اليوم لله الواحد القاهر}( ) [غافر : 16]
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:29 am

سورة المطففين
آياتها : 39
سورة المطففين

بسم الله الرحمن الرحيم

ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون * ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم * يوم يقوم الناس لرب العالمين * كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين * وما يكذب به إلا كل معتد أثيم * إذا تتلى عليه آياتنا قال أسطير الأولين * كلا بل ران على قبولهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون * كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون * إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوهم نضرة النعيم * يسقون من رحيق مختوم * ختمه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون * ومزاجه من تسنيم * عينا يشرب بها المقربون * إن الذين أجرموا كانوا من الذين ءامنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الأرائك ينظرون * هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون .
<******************>drawGradient()سورة المطففين
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما قدم نبي الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، كانوا من أخبث الناس كيلا ، فأنزل الله : {ويل للمطففين} ، فحسنوا كيلهم .
1- قوله تعالى : {ويل للمطففين} : يتوعد الله سبحانه بالهلال والخسارة ، الذين يبخسون حق الناس بأخذ القليل منه : إما بنقص كيل الناس ووزنهم وإما بزيادتهم كيل أنفسهم ووزنه على حساب الناس .
2-3- قوله تعالى : {الذين إذا اكتلوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} : هذا بيان للتطفيف الذي يكون من هؤلاء المطففين ، وذلك أنهم إذا أخذوا كيلهم أو وزنهم من الناس أخذوه تاما غير ناقص ، وذا أعطوا الناس كيلهم أو وزنهم نقصوا منه الشيء القليل ، ظلماً منهم ولؤماً( ) .
4-5- قوله تعالى : {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون * ليوم عظيم} ؛ أي : ألا يقع في حس هؤلاء المطففين أنهم سيبعثون يوم القيامة الذي عظم بما يقع فيه من الأهوال ، ويحاسبون على تطفيفهم ؟
6- قوله تعالى : {يوم يقوم الناس لرب العالمين} : هذا بيان لليوم العظيم ، وهو يوم قيام الناس أمام ربهم للحساب ، كما قال صلى الله عليه وسلم : يوم يقوم الناس لرب العالمين، "حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنية" .
7-9- قوله تعالى : {كلا إن كتب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم} : رد على المطفيين بأن الأمر ليس كما يعتقدون من عدم البعث ، ثم أخبر عن كتاب الذين فجروا في أعمالهم أنه في سفال وخسار في الأرض السفلى( ) ، ولتهويل أمر هذا الكتاب استفهم على طريقة القرآن في الاستفهام عن سجين ، وبين أن كتابهم قد فرغ منه ، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه( ) ، ولا يزول رقمه كما لا يزال الخيط الذي على الثوب ، والله أعلم .
10-11- قوله تعالى : {ويل يومئذ للمكذبين * الذين يكذبون بيوم الدين} ؛ أي : يوم يقوم الناس لرب العالمين فالهلاك والثبور لمن كذب بيوم الجزاء والحساب .
12- قوله تعالى : {وما يكذب به إلا كل معتد أثيم} ؛ أي : ما يقع التكذيب بيوم الدين إلا من كل من هو متجاوز لما أحل الله ، مرتكب لما حرم الله .
13- قوله تعالى : {إذا تتلى عليه آياتنا قال أسطير الأولين} ؛ أي : من صفة هذا المعتدي الأثيم أنه إذا قرأت عليه آيات القرآن قال عنها : إنها شبه الأقاصيص المكذوبة والمخترعة على السابقين من الأمم .
14- قوله تعالى : {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} ؛ أي : ليس الأمر كما يقول هذا المكذب في القرآن ، ويعتقد في ابعث ، ولكن غلب على قلبه وغطاه ما كسبه من الذنوب ، فجعلته لا يبصر الحق ، كما قال صلى الله عليه وسلم : "إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء ، فإن تاب ، صقل منها ، فإن عاد ، عادات ، حتى تعظم في قلبه ، فذلك الران الذي يقول الله : {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}( ) ".
15-17- قوله تعالى {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} : هذا تكرار للرد على أولئك المكذبين ، وبيان أنهم ممنوعون من رؤية الله سبحانه( ) ، ثم إنهم سيدخلون النار التي تشويهم بحرها ، ثم تقول لهم ملائكة العذاب: هذا العذاب الذي كنتم لا تصدقون به .
18-20- قوله تعالى :{كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم} ؛ أي : ليس الأمر كما تقولون من تكذيبكم بالجزاء والعذاب ، ثم أخبر عن كتاب الذين أطاعوا ربهم فأكثروا ، وعبدوه فأحسنوا ، أخبر أن كتابهم عال قدرة في السماء السابعة( )، ولتعظيم أمر هذا الكتاب استفهم عن موضع كتابهم على طريق القرآن في الاستفهام ، فقال : وما أعلمك ما عليون ؟ ، ثم بين أن كتابهم قد فرغ منه ، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه ، ولا يزول رقمه كما لا يزول الخيط الذي على الثوب ، والله أعلم .
21- قوله تعالى : {يشهده المقربون} ؛ أي : يحضر كتاب هؤلاء الأبرار مقربو كل سماء( ).
22- 24- قوله تعالى : {إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوهم نضرة النعيم} ؛ إن الذين بروا باتقاء الله وأداء فراضه لفي تنعم دائم لا يزول ، وذلك في الجنة ، التي يجلسون على سررها المزينة في الغرف( ) ، ينظرون – وهم عليها – إلى ما آتاهم الله من النعيم ، وأعلى هذا النعيم رؤية الباري جل وعز( ) . وإذا رأيتهم ، فإنك ترى أثر التنعم على وجوههم بما يظهر عليها من الحسن والبهاء .
25- 26- قوله تعالى : {يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} ؛ أي : يسقيهم خدمهم من خمر الجنة( ) الذي قد خلط بالمسك ، وجعل في نهايته( ) ، فهم يشمونه من أول شربهم إلى آخره وفي طلب هذا التنعم يجب أن يتبارى ويتسابق في الحصول عليه الذين يريدون النعيم الأبدي( ) .
27-28- قوله تعالى : {ومزاجه من تنسيم * عينا يشرب بها المقربون} ؛ أي : وهذا الرحيق المختوم بالمسك يخلط به ماء من عين تسنيم ، التي نزل عليها ماؤها من أعلى الجنة ، فيشربه( ) المقربون صرفاً غير مخلوط ، ويشربه سائر المؤمنين مخلوطاً بغيره( ) .
29- قوله تعالى : {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون} ؛ أي : إن الكفار الذين اكتسبوا المآثم ، كانوا في الدنيا يهزأون بالمؤمنين ويضحكون منهم( ) .
30- قوله تعالى :{وإذا مروا بهم يتغامزون} ؛ أي : وإذا مر الكفار بالمؤمنين، أشاروا إليهم : إما باليد ، وإما بالعين ، سخرية واستهزاء( ) .
31- قوله تعالى : {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين}؛ أي : وإذا عاد هؤلاء الكفار إلى بيوتهم بعد أعمالهم هذه التي عملوها للمؤمنين ، عادوا وهم متلذذون بما فعلوا .
34- قوله تعالى : {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يحضكون} ؛ أي : فاليوم الذي هو يوم القيامة يضحك المؤمنون من الكفار لما يرونهم فيه من الخزي ، وهذا مقابل ضحك الكفار عليهم في الدنيا .
35- قوله تعالى : {على الأرائك ينظرون} ؛ أي : هؤلاء المؤمنون جالسون على سرر في مكان مزين لهم ينظرون إلى الكفار وهم يعذبون ، فيسرون بذلك ، ويضحكون من أعداء الله الذي كانوا يضحكون منهم في الدنيا( ) .
36- قوله تعالى :{هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون} ؛ أي : هل جوزي الكفار بهذا العذاب الذي رآه المؤمنون بما فعلوا ؟ ولا شك أنهم قد جوزوا بسوء عملهم ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:31 am

سورة الإنشقاق
آياتها : 25
سورة الانشقاق

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت * وإذا الأرض مدت* وألقت ما فيها وتخلت * وأذنت لربها وحقت * يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه * فأما من أوتى كتابه بيمنه * فسوف يحاسب حساباً يسيراً * وينقل إلى أهله مسروراً * وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعوا ثبورا * ويصلى سعيرا * إنه كان في أهله مسرورا * إنه ظن أن لن يحور * بلى إن ربه كان به بصيرا * فلا أقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر ذا اتسق * لتركبن يسجدون * بل الذين كفروا يكذبون * والله أعلم بما يوعون * فبشرهم بعذاب أليم * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير منون .
<******************>drawGradient()
سورة الانشقاق
1-2- قوله تعالى : {إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت} ؛ أي : إذا السماء تصدعت وتقطعت ، وسمعت وأطاعت أمر بها في تصدعها( ) ، وحق لها أن تطيع ، فهي أهل لهذه الطاعة( ) .
3-5- قوله تعالى : {وإذا الأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت * وأذنت لربها وحقت} ؛ أي : وإذا الأرض بسطت يوم القيامة( ) ، فزيد في سعتها( ) ، وأخرجت ما في بطنها من الموتى وغيرهم( ) ، وسمعت وأطاعت أمر ربها في مدها وإخراج ما في بطنها ، وحق لها أن تطيع، فهي لا تعصي أمره( ) .
6- قوله تعالى : {يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه} ؛ أي : إنك تعمل عملاً تلقى الله به ، خيراً كان أم شراً( ) .
7-9- قوله تعالى : {فأما من أوتى كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حساباً يسيراً * وينقلب إلى أهله مسروراً} : هذا تفصيل لأهل الكدح ، فمن أعطي صحيفة أعماله بيده اليمنى، فإن الله يعرض عليه ذنوبه ولا يدقق عليه ، فلا يحاسبه بها ، بل يسهل أمره ، ويتجاوز عنه( ) ، ثم ينصرف بعد هذا الحساب اليسير إلى أهله في الجنة( ) ، وهو فرح بما أعطي .
10-12- قوله تعالى : {وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعوا ثبورا * ويصلي سعيراً} : هذا الفريق الثاني من أهل الكدح ، وهم من يُعطي صحيفة أعماله السيئة بيده الشمال من وراء ظهره( ) ، فأولئك ينادون بالهلاك على أنفسهم( ) ، ويدخلون نار جهنم التي أوقدت مرة بعد مرة ، فتشويهم وتحرقهم بحرها( ) .
13-15- قوله تعالى : {إنه كان في أهله مسروراً * إنه ظن أن لن يحور بلى إن ربه كان به بصيراً} ؛ أي : إن هذا الذي أوتي كتابه وراء ظهره كان في أهله في الدنيا( ) فرحاً لما هو فيه من المعاصي ، وكان يعتقد أنه لن يرجع إلى الحياة بعد الممات( ) ، ولذا كان يركب المعاصي ولا يبالي ، ولكنه مخطئ في هذا الاعتقاد ، بل سيرجع ويحاسب على أعماله التي كان الله مطلعاً عليها .
16-18- قوله تعالى : {فلا أقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر إذا اتسق} : يقسم الرب سبحانه بحمرة الأفق التي تظهر عند غروب الشمس( ) ، ويقسم بالليل وما جمع فيه


من الخلق وحواهم( ) ، ويقسم بالقمر إذا تمت استدارته ، واجتمع فصار بدراً ( ).
19- قوله تعالى : {لتركبن طبقاً عن طبق} : هذا جواب القسم ، والمعنى : إنكم أيها الناس ستمرون بأحوال تركبونها حالاً بعد حال ، من ابتداء أمركم بكونكم نطفاً في الأرحام إلى خروجكم من بطون أمهاتكم ، إلى معاينتكم أحوال الدنيا ونكدها ، إلى وصولكم لأحوال الآخرة وهولها ، حتى يدخل كل فريق منزله : الجنة أو النار( ) .
20- قوله تعالى : {فما لهم لا يؤمنون} ؛ أي : لم لا يصدق هؤلاء المشركون بالله، ويقرون بالبعث ، مع ما قد عاينوا من حجج الله بحقيقة توحيده ؟
21- قوله تعالى : {وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون } ؛ أي : ولم إذا تلي عليهم كتاب الله لا يخضعون فيسجدون لله تعالى تعظيماً واحتراماً ؟ .
22- قوله تعالى : {بل الذين كفروا يكذبون * والله أعلم بما يوعون} ؛ أي : ولكن الذين كفروا من سجيتهم تكذيب ما جاء عن الله تعالى : الذي هو عالم بما تحويه صدورهم وتخفيه من التكذيب بكتاب الله ورسوله ، وغيره .
24-25- قوله تعالى : {بشرهم بعذاب أليم * إلا الذي آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون} ؛ أي : فأخبرهم بما سيلقونه بسبب تكذيبهم من العذاب المؤلم ، لكن من تاب منهم فآمن وعمل من الأعمال الصالحات بأداء فرائض الله واجتناب نواهيه ، فإن لهم ثواباً من الله لا ينقص لا يُقطع ، بل هو دائم . والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:32 am

سورة البروج
آياتها : 22
سورة البروج

بسم الله الرحمن الرحيم

ولسماء ذات البروج * واليوم الموعود * وشاهد ومشهود * قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد * الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد * إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير * إن بطش ربك لشديد * إنه هو يبدىء ويعيد . وهو الغور الودود * ذو العرش المجيد * فعال لما يريد * هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود * بل الذين كفروا في تكذيب * والله من وراءهم محيط * بل هو قرآن مجيد * في لوح محفوظ .
<******************>drawGradient()سورة البروج
1- قوله تعالى : {والسماء ذات البروج} : يقسم ربنا بالسماء صحابة النجوم ومنازلها( ).
2- قوله تعالى : {واليوم الموعود} : ويقسم ربنا باليوم الذي وعد به عباده للفصل بينهم، وهو يوم القيامة .
3- قوله تعالى : {وشاهد ومشهود} : ويقسم ربنا بكل راء مشاهد ومرئي مشاهد، وكل شاهد على أحد ومشهود عليه ؛ كيوم الجمعة شاهد لمن حضره ، وهو مشهود بمن حضره، وكذا يوم عرفة ، أو الرسول صلى الله عليه وسلم شاهد على أمته ، وأمته مشهودة عليها ، وكذا غيرها من الأقوال( ) .
وجواب القسم محذوف ، تقديره : "لتبعثن" بدلالة قوله تعالى : {واليوم الموعود}، وهو اليوم الذي يكذب به الكفار .
4-5- قوله تعالى : {قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود} : أصحاب الأخدود( ) هم الذين أمروا بحفر الشقوق الكبيرة في الأرض ، وملئها بالنار ، وإلقاء المؤمنين بها، والمعنى : ليحصل القتل لهؤلاء الكافرين الذين عذبوا المؤمنين بإلقائهم في النار التي تشعل بالحطب وغيره مما توقد به النار .
6- قوله تعالى : {إذ هم عليها قعود} ؛ أي : إذ هؤلاء الكفار قعود حول النار، وهم متمكنون منها ، يلقون فيها من شاءوا من المؤمنين .
7- قوله تعالى : {وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} ؛ أي : وهؤلاء الكفار يشهدون على أنفسهم بما فعلوه بالمؤمنين ، بعد أن حضروا تعذيبهم .
8-9- قوله تعالى : {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد* الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد} ؛ أي : ما أنكر هؤلاء الكفار على المؤمنين إلا إيمانهم بالله القوي الذي لا يقهر ، والمحمود الذي يكثر منه فعل ما يحمده عليه خلقه . والذي له كل ما في السموات والأرض ملكاً وحكماً ، وهو مطلع على كل شيء لا تخفى عليه منهم خافية، وهو مطلع على فعله هؤلاء الكفار بأوليائه .
10- قوله تعالى : {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} ؛ أي : إن الذين عذبوا المؤمنين بالنار( ) – من الكفار أو غيرهم ممن اتصف بعداء أولياء الله( ) – إذا لم يتوبوا إلى الله من فعلهم فيصيروا بهذه التوابة من أولياء( ) ، فإن الله سيعذبهم بنار جهنم التي تبطق عليهم بظلماتها ، وبنار الحريق التي تحرقهم( ) .
11- قوله تعالى : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير} ؛ أي : إن الذين أقروا بتوحيد الله من الذين عذبوا بالنار وغيرهم من المؤمنين، وعملوا بطاعة الله : بفعل أوامره واجتناب نواهيه ، لهم بساتين تجري على أرضها البن والعسل والماء ، وذلك النعيم هو الظفر الكبير الذي ينتظرهم في الآخرة .
12- قوله تعالى : {إن بطش ربك لشديد} ؛ أي : إن أخذ ربك ما محمد وانتقامه قوي، كما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : "إن الله ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ : {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} .
13-14- قوله تعالى : {إنه هو يبدئ ويعيد * وهو الغفور الودود} ؛ أي : إن الله ذا البطش الشديد يبدئ العذاب على الكافرين في الدنيا ، ويعيده عليهم في الآخرة( ) ، وإنه الذي ستر الذنب فلا يعاقب به ، ويحب أولياءه ويحبونه( ) .
15- قوله تعالى : {ذو العرش المجيد} ؛ أي : الله الكريم( ) الذي له صفات الكمال هو صاحب العرش الذي وسع السموات والأرض( ) .
16- قوله تعالى : {فعال لما يريد} ؛ أي : من كمال هذا الرب المجيد أنه يفعل ما يشاء، متى شاء ، وكيف شاء ، ولا يرده أحد عن شيء ولا يحده ، فمتى شاء ضحك ، ومتى شاء سخط، ومتى شاء أحيا ، ومتى شاء أمات ، وهكذا غيرها من أفعاله .
17-18- قوله تعالى : {هل أتاك حديث الجنود * فرعون وثمود} : هذا مثال لأم وقع عليها بطش الله ، والمعنى : قد أتاك فيما أنزل عليك خبر الجموع الكافرة المتجندة لحرب أولياء الله ، وهم فرعون وقومه الذين كذبوا موسى عليه السلام ، وقوم ثمود الذين كذبوا صالحاً عليه السلام ، وهم قد كفروا برسلهم عن علم ، فكان كفرهم كفر جحود .
19-20- قوله تعالى : {بل الذين كفروا في تكذيب * والله من وراءهم محيط} ؛ أي : لكن الذين كفروا من قومك ينسبونك إلى الكذب ولا يصدقونك فيما تخبر به من الوحي، والله المطلع عليهم متمكن منهم ، فهم لا يفلتون منه ، ولا يعجزونه ، ولا مكان لهم يؤويهم من عذابه.
21-22- قوله تعالى : {بل هو قرءان مجيد * في لوح محفوظ} ؛ أي : لكن هذا الوحي الذي يكذبون به كلام متلو باللسان ، وهو كلام كريم شريف( ) ؛ لأنه كلام رب العالمين، وهو محفوظ مصون في اللوح المحفوظ ، محفوظ من كل ما يشينه وينقصه( ) ، فلا تصل إليه يد التخريب( ) ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:33 am

سورة الطارق
آياتها : 17
سورة الطارق

بسم الله الرحمن الرحيم

والسماء والطارق * وما إدراك ما الطارق * النجم الثاقب * إن كل نفس لما عليها حافظ * فلينظرا لإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق * يخرج من بين الصلب والترائب * إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر * فما له من قوة ولا ناصر * والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع * إنه لقول فصل * وما هو بالهزل * إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا * فمهل الكافرين أمهلهم رويدا .
<******************>drawGradient()سورة الطارق
1-3- قوله تعالى : {والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق * النجم الثاقب}: يقسم ربنا بالسماء وما يأتي ويطرق فيها ليلاً ، ثم استفهم مشوقاً لهذا الطارق فقال : وما أعلمك ما الطارق ، ثم أجاب عنه بأنه النجوم المتقدة المضيئة في السماء.
4- قوله تعالى : {إن كل نفس لما عليها حافظ} : هذا جواب القسم ، والمعنى : لا توجد نفس من نفوس بني آدم إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظون عليهم أعمالهم ، ثم يحاسبون عليها بعد البعث .
5-6- قوله تعالى : {فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق} ؛ أي : فلينظر الكار الذي ينكر البعث ، فلينظر مادة خلقه ، وهي المني النصب ، فالذي خلقه من هذه النطفة الحقيرة قادر على إعادته .
7- قوله تعالى : {يخرج من بين الصلب والترائب} ؛ أي : يخرج هذا الماء المنصب من موضع العمود الفقري وأضلاع الصدر التي تضع المرأة القلادة عليها( ) .
8-9- قوله تعالى : {إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر} ؛ أي : إن الله يستطيع أن يرد الإنسان بعد موته ، فيحييه ، وذلك كائن يوم تخبر ضمائر الناس وما يخفونه ، فتظهر هذه المخفيات أمامهم( ) .
10- قوله تعالى : {فما له من قوة ولا ناصر} ؛ أي : في هذا اليوم ليس لهذا الإنسان الكافر من قوة في ذاته يدفع بها عن نفسه ، ولا أحد من الخلق معين له من عذاب الله .
11-14- قوله تعالى : {والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع * إنه لقول فصل * وما هو بالهزل} : يقسم ربنا بالسماء التي يرجع منها المطر مرة بعد مرة( ) ، وبالأرض التي تتشقق فيخرج منها النبات( ) ، أن هذا القرآن الذي أنزله على عباده قول جد ، وهو فرقان

يفرق الله به بين الحق والباطل( ) ، وليس لعباً ولا لهواً من القول .
15-16- قوله تعالى : {إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا} ؛ أي : إن هؤلاء المكذبين بالبعث والقرآن يدبرون الحيل ويمكرون ، والله يكيدهم كما هم يكيدون ، ولذا ينقلب عليهم كيدهم خسراناً وهلاكاً ، فمن ذا الذي يستطيع حرب الله والكيد له ؟! .
17- قوله تعالى : {فمهل الكافرين أمهلم رويدا} ؛ أي : اتركهم ، ولا تتعجل عليهم، واصبر عليهم قليلاً قليلاً ، فإنهم سيلاقون ما أوعدهم الله جزاء لكيدهم ، والله أعلم .



سورة الأعلى
آياتها : 19
سورة الأعلى

بسم الله الرحمن الرحيم

سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى * سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسرك لليسرى* فذكر إن نفعت الذكرى * سيذكر من يخشى * ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يمون فيها ولا يحيى * قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى .
<******************>drawGradient()سورة الأعلى

كان صلى الله عليه وسلم يقرأها في صلاة العيد ، وفي صلاة الشفع قبل الوتر ، وفي صلاة الجمعة .
1- قوله تعالى : {سبح اسم ربك الأعلى} ؛ أي : نزه ربك الذي علا على خلقه في السماء( ) ، نزهه ناطقاً باسمه ومتكلماً به عند ذكر إياه ، وتعظيمك له ،وصلاتك له ( ).
2- قوله تعالى : {الذي خلق فسوى} ؛ أي : سبحه لأنه خلق الخلق ، وجعل كل مخلوق مناسباً لما خلقه له ، فهو يقوم بالأعمال التي تناسبه .
3- قوله تعالى : {والذي قدر فهدى} ؛ أي : والذي قدر لكل مخلوق مقاديره ، وهداه لإتيان هذه الأقدار ؛ كتقدير الإنسان للشقوة والسعادة ، والبهائم للمراتع ، وغيرها من أنواع

التقدير( ) .
4-5- قوله تعالى : {والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى} ؛ أي : والذي أخرج المرعى نباتاً أخضر ، فصيره بعد ذلك هشيماً يابساً متغيراً مائلاً إلى السواد من شدة اليبس( ) .
6-7- قوله تعالى : {سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى} : هذا وعد من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بأن يجعله قارئاً للقرآن حافظاً له ، فلا يقع منه نسيان له( ) ، إلا ما نسخ الله تلاوته ، ثم أخبره قائلاً : إن الله يعلم ما يقع منك من عمل أظهرته، وعمل كتمته فلم تظهره فهو يعلم جميع أحوالك سرها وعلانيتها .
8- قوله تعالى : {ونيسرك لليسرى} : وهذا وعد آخر لنبيه صلى الله عليه وسلم بأن يسهل على عمل الخير الموصل للجنة .
9- قوله تعالى : {فذكر إن نفعت الذكرى} : هذا بيان لمهمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهي تذكر الناس كافة ، فمن آمن كانت هذه الذكرى نافعة له ، وهو المعني بقوله : {سيذكر من يخشى} ، وإن لم يتذكر كانت حجة عليه ، وهو المعني بقوله تعالى : {ويتجنبها الأشقى}( ) .
10- قوله تعالى : {يذكر من يخشى} : هذا بيان للفريقين اللذين يسمعان الذكرى ، فالفريق الأول هو الذي حصلت آثار التذكير في قلبه ، فوقع منه التذكر ، وهو الذي يخاف الله على علم وتعظيم ومحبة له .
11-13- قوله تعالى : {ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى} : وهذا الفريق الثاني الذي يسمع الذكرى ، ولكنه يتباعد عنها ، فلا يقع في قلبه تذكر ، فهو شديد الشقوة ، فلا يسعد بسبب تلك الشقوة التي حصلت له بسبب كفره بالله.
وهذا الأشقى سيدخل النار الكبرى التي هي شديدة العذاب والألم ، فتشويه بحرها، ثم هو لا يموت فيستريح من عذابها ، ولا يحيى حياة كريمة لا إهانة فيها ، ومعنى ذلك أنه لا يزول عنه الإحساس ، بل هو باق فيه ، فيذوق به العذاب ، والعياذ بالله .
14-15- قوله تعالى : {قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى} أي : حصل الظفر والفوز والنجاح لمن جعل نفسه زاكية بترك السيئات ، وحلاها بالعمل الصالح ، وذكر ربه بقلبه ولسانه ، فأقام الصلاة لله( ) .
16-17- قوله تعالى : {بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى} ؛ أي : ولكنكم أيها الأشقون تختارون زينة الحياة الدنيا على نعيم الآخرة الذي هو أدوم وأعلى من نعيم الدنيا كما وكيفاً ومكاناً وزماناً وهيئة .
18-19- قوله تعالى : {إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى} ؛ أي: إن هذه الموعظة التي في قوله تعالى : {قد أفلح من تزكى} وما بعدها ( ) موجودة في ما أنزله الله من الكتب على نبييه إبراهيم وموسى ، والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:45 am

سورة البلد
آياتها : 20
سورة البلد

بسم الله الرحمن الرحيم

لا أقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد * لقد خلقنا الإنسان في كبد * أيحسب أن لن يقدر عليه أحد * يقول أهلكت مالا لبدا * أيحسب أن لم يره أحد * ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين * فلا أقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * و إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيماً ذات مقربة * أو مسكيناً ذا متربة * ثم كان من الذين آمنوا وتواصلوا بالصبر وتواصلوا بالمرحمة * أولاءك أصحاب الميمنة * والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة * عليهم نار مؤصدة .
<******************>drawGradient()سورة البلد
1- قوله تعالى : {لا أقسم بهذا البلد} : يقسم ربنا بمكة( ) .
2- قوله تعالى : {وأنت حل بهذا البلد} ؛ أي : وأنت بمكة حلال لك أن تصنع فيها ما تشاء مما هو حرام في غي هذا الوقت الذي أحل لك ، فلا إثم عليك ولا حرج( ) .
3- قوله تعالى : {ووالد وما ولد} : ويقسم ربنا بكل والد وولده( ) .
4- قوله تعالى : {لقد خلقنا الإنسان في كبد} : هذا جواب القسم ، والمعنى : أن الله أوجد الإنسان وأخرجه وهو يكابد أحوال الدنيا ومشقاتها ومصاعبها ، فهو يخرج من تعب فيها إلى تعب ، كما قال تعالى : {لتركبن طبقا على طبق} [الانشقاق : 19] على أحد التفسيرات فيها( ).
5- قوله تعالى : {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} ؛ أي : أيظن هذا الإنسان الكافر المخلوق في كبد أنه لا أحد يقهره ويغلبه ؟!
6- قوله تعالى : {يقول أهلكت مالا لبدا} ؛ أي : يقول هذا الكافر المغتر بقوته : أنفقت مالاً متراكماً بعضه على بعض من كثرته ، وهو إنما أهلكه في الباطل ، فيفتخر بذلك .
7- قوله تعالى : {أيحسب أن لم يره أحد} ؛ أي : أيظن هذا الكافر أن الله لم يطلع عليه، وهو ينفق ماله في الباطل ؟!
8-10- قوله تعالى : {ألم نجعل له عينين * ولسان وشفتين * وهديناه النجدين} : يقول الله : ألم نجعل لهذا الإنسان عينين يبصر بهما ، ولساناً وشفتين ينطق بهما ويعبر عما يريد ، وأرشدناه وبينا له طريق الخير والشر ؟ ، كما قال تعالى : {إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلته سمعياً بصيراً} [الإنسان : 2] ( ) .
11-12- قوله تعالى : {فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة} ؛ أي : أفلا دخل في هذا الطريق الصعب ؟ ، وما أعلمك عن هذا الطريق ؟ ، إنه القيام بهذه الأعمال الصالحة المذكورة بعد هذه الآية ، وهذه الجملة متصلة بقوله تعالى : {وهديناه النجدين} ، والمعنى : هديناه إلى الطريقين ، فلم يسلك طريق الخير بالدخول في هذه الأعمال الصالحة الشاقة على النفس من فك الرقبة ، وما بعدها .
13-16- قوله تعالى : {فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة} : هذا بيان للعقبة التي تقتحم ، وهي هذه الأعمال الصالحة الشاقة على النفس( )، وهي : عتق المسلم من الرق ، وتقديم الطعام للقريب الذي فقد أباه وهو دون سن البلوغ ، وللمحتاج الذي لصق بالأرض من شدة الفاقة( ) ، تقديمه في اليوم شديد المجاعة( ) لهؤلاء المحتاجين .
17-18- قوله تعالى : {ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحة * أولاءك أصحاب الميمنة} : أي : ثم كان هذا المقتحم قبل أن يقتحم العقبة من المؤمنين الذين آمنوا بالله ، وأوصى بعضهم بعضاً بالصبر على الطاعات وأقدار الله ، والصبر عن المعاصي ، وأوصى بعضهم بعضاً بالتراحم فيما بينهم ( ) ، فمن تحققت فيه هذه الأوصاف فهم أصحاب اليمين : أهل الجنة .
19-20- قوله تعالى : {والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشئمة * عليهم نار موصده} ؛ أي : والذين كفروا بأدلتنا من الكتب والرسل هم أصحاب الشؤم وأهل الشمال، وهم أهل النار التي هي مطبقة عليهم يوم القيامة( ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:46 am

سورة الشمس
آياتها : 15
سورة الشمس

بسم الله الرحمن الرحيم

والشمس وضحها * والقمر إذا تلاها * والنهار إذا جلاها * والليل إذا يغشها * والسماء وما بناها * والأرض وما طحاها * ونفس وما سواها * فألهما فجورها وتقواها * وقد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها * كذبت ثمود بطغواها * إذا أنبعث أشقاها * فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقيها * فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها .
<******************>drawGradient()سورة الشمس
1- قوله تعالى : {والشمس وضحاها} : يقسم ربنا بالشمس وبضوئها الذي يكون أول النهار( ) .
2- قوله تعالى : {والقمر إذا تلاها} : ويقسم ربنا بالقمر إذا تبع الشمس بخروجه( ).
3- قوله تعالى : {والنهار إذا جلاها} : ويقسم ربنا بالنهار إذا أظهر الشمس وضوءها( ).
4- قوله تعالى : {والليل إذا يغشها} : ويقسم ربنا بالليل إذا يغطي الشمس حتى تغيب، فتظلم الآفاق( ) .
5- قوله تعالى : {والسماء وما بناها} : ويقسم ربنا بالسماء وبمن بناها ، أو وببنائها( ).
6- قوله تعالى : {والأرض وما طحاها} : ويقسم ربنا بالأرض وبمن بسطها أو ببسطها( ).
7- قوله تعالى : {ونفس وما سواها} : ويقسم ربنا بنفس الإنسان التي خلقها ، وبمن خلقها سوية ، معتدلة غر متفاوتة ، أو بتسويتها .
8- قوله تعالى : {فألهمها فجورها وتقواها} ؛ أي : خلق النفس مستوية ، فألقى فيها علماً من غير تعليم ، ألقى فيها ما ينبغي لها أن تأتي من خير وتدع من شر( ) .
9-10- قوله تعالى : {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} : هذا جواب الأقسام الماضية( ) ، والمعنى : قد نال الظفر والفوز من طهر نفسه من المعاصي ، وأصلحها بالأعمال الصالحة( ) ، وقد حسر وفاته الفوز من دس نفسه فأخفاها وأخملها بفعل المعاصي ،
وترك الطاعات( ) .
11- قوله تعالى : {كذبت ثمود بطغواها} هذا مثال لقوم خابوا بتدسيتهم أنفسهم ، وهو ثمود قوم صالح عليه السلام ، الذين بان لهم الحق وظهور كظهور الشمس المقسم بها في أول السورة ، والمعنى : كذبت ثمود نبيه صالحاً عليه السلام بسبب تجاوزها الحد فيما أحل الله ، وارتكابها ما حرم الله( ) .
12- قوله تعالى : {إذا انبعث أشقاها} ؛ أي : الوقت الذي ظهر فيه شدة طغيان ثمود هو وقت انتداب أشقى ثمود لقتل الناقة ، وأشقاها هو قدار بن سالف( ) .
13- قوله تعالى : {فقال لهم رسول الله ناقة اله وسقياها} ؛ أي : فقال لهم نبيهم صالح عليه السلام : احذروا ناقة الله ، اخذروا سقيا الناقة الذي اتفقت معكم على أن يكون لها يوم تشرب فيه من الماء ، ولكم شرب يوم آخر ، احذروا أن تعدوا عليهما( ) .
14-15- قوله تعالى : {فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها} ؛ أي : فكذبت ثمود صالحاً عليه السلام في أمر الناقة ، ولم يصدقوه ، ولم يأخذوا بتحذيره ، فقتل أشقاها الناقة ، ورضوا بذلك فكانوا مشاركين له في القتل( ) ، فأطبق الله عليهم عذابه ، وهو الصيحة والرجفة التي أهلكوا بها ، وذلك بسبب ما فعلوه من تكذيب صالح عليه السلام وعقر الناقة ، فجعل هذه الدمدمة نازلة عليهم على السواء ، فلم يفلت منهم أحد( ) . ولا يخاف الله عاقبة تعذيبه لهؤلاء من أن يسأله أحد عن فعله ، فهو الفعال لما يريد ن لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون( ) ، والله أعلم .

سـورة الليـل
آياتها : 21
سورة الليل

بسم الله الرحمن الرحيم

والليل إذا يغشى * وانهار إذا تجلى * وما خلق الذكر والأنثى * إن سعيكم لشتى * فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا تردى * إن علينا للهدى * وإن لنا للآخرة والأولى * فأنذرتكم نار تلظى * لا يصلاها إلا الأشقى * الذي كذب وتولى * وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتى ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى.
<******************>drawGradient()سورة الليل
1-2- قوله تعالى : {والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى} : يقسم ربنا بالليل إذا غطى النهار بظلامه ، وبالنهار إذا هو أضاء فأنار الأرض ، وظهر للأبصار .
3- قوله تعالى : {وما خلق الذكر والأنثى} : ويقسم ربنا بمن خلق الذكر والأنثى ، أو يخلق الذكر والأنثى( ) .
4- قوله تعالى : {إن سعيكم لشتى} : هذا جواب الأقسام الماضية( ) ، والمعنى : إن عملكم الذي تعملونه لمختلف ، فمنكم من يعمل بالطاعة ، ومنكم من يعمل بالمعصية .
5-7- قوله تعالى : {فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى} : هذا تفصيل لأهل السعي وسعيهم ، والصنف الأول : من أنفق من ماله في سبيل الله ، وتجنب محارم الله فلم يواقعها( ) ، وصدق بموعد الله من الخلف عن المنفق ماله في سبيل الله( ) ، وبالجنة التي هي الموعد الأكبر للمنفق ، فإن الله ييسر له العمل بما يرضاه الله ، ليصل به إلى الجنة .
8-11- قوله تعالى : {وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى* وما يغني عنه ماله إذا تردى} : هذا الصنف الثاني من أهل السعي ، وهم من لم ينفق ماله في سبيل الله ، بل قبضه وبخل به ، واستغنى بنفسه وماله عن ربه وعبادته( ) ،ولم يصدق بموعد الله من الخلف من الله ، ولا بالجنة( ) ، فهذا يسهل الله له عمل الشر والوقوع فيه ، جزاء له على استغنائه عن ربه ، وعدم إنفاق ماله في الخير ، وتكذيبه بالحسنى( ) ، فمن كان من هذا الصنف ، فإن الذي بخل به ، ولم ينفقه في سبيل الله ، لن يفيده إذا سقط وهوى في جنهم( ) .
12-13- قوله تعالى : {إن علينا للهدى * وإن لنا للآخرة والأولى} ؛ أي : أن على الله ابيان : بيان الحق من الباطل ، والطاعة من المعصية( ) ، وإن الحياة الدنيا والحياة الآخرة وما فيهما ملك لله ، يعطي من يشاء ويحرم من يشاء ، ومن ذلك أنه وفق من أحب لطاعته وخذل من أبغض بمعصيته( ) .
14-16- قوله تعالى : {فأنذرتكم ناراً تلظى * لا يصلاها إلى الأشقى * الذي كذب وتولى} ؛ أي : فحذرتكم أيها الناس النار التي تتوهج وتلتهب من شدة إيقادها ، تلك النار التي لا يدخلها ويشوى فيها إلا الذي شقي في حياته فكذب بما جاء عنه ربه ، وأعرض عنه فلم يؤمن به .
17-21- قول تعالى : {وسيجانبها الأتقى * الذي يؤتى ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى} ؛ أي : وسيبعد عن هذه النار الذي بلغ الكمال في التقوى ، الذي من صفته أنه يُعطى ماله في الدنيا المحتاجين ، وينفقه في سبيل الله لأجل أن يتطهر بإعطائه هذا المال من الذنوب ، وما أعطى هؤلاء المحتاجين لأن بينه وبينهم منفعة أعطاه إياهم من أجلها ، ولكن أعطاه إياهم لأجل أن يرضى عنه ربه العالي على خلقه ، ولسوف يرضى هذا المعطي بما سيخلفه الله عليه في الآخرة من الثواب( ) .

سـورة الضحـى
آياتها : 11
سورة الضحى

بسم الله الرحمن الرحيم

والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى * وللآخرة خير لك من الأولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى * ألم يجدك يتيما فأوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى * فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث .
<******************>drawGradient()سورة الضحى
ثبت في الصحيحين عن جندب بن عبد الله البجلي ، قال : دميت أصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتكى، فلم يقم ليلتين أو ثلاثاً ، فجاءت امرأة – وهي أم جميل بنت حرب ، زوج أبي لهب - ، فقالت : يا محمد ، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث ، فأنزل الله : {والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى} ، وحكي غير هذا السبب ، وكلها في تأخر نزول الوحي عنه صلى الله عليه وسلم ، وادعاء المشركين أن ربه قد تركه وقلاه .
1-2- قوله تعالى : {والضحى * والليل إذا سجى} : يقسم ربنا بأول ساعات النهار، وهو الضحى( ) ، وبالليل إذا أقبل بظلامه وسكن( ) .
3- قوله تعالى : {ما ودعك ربك وما قلى} : هذا جواب القسم ، والمعنى : ما تركك ربك يا محمد صلى الله عليه وسلم وما أبغضك .
4- قوله تعالى : {وللآخرة خير لك من الأولى} : يقسم ربنا لنبيه صلى الله عليه وسلم أن الدار الآخرة بما أعده الله له فيها خير له من الدنيا وما فيها ، وهذه بشارة للنبي صلى الله عليه وسلم فيها تأكيد عدم ترك الله وبغضه له ، فلا يحزن مما يقع له .
5- قوله تعالى : {ولسوف يعطيك ربك فترضى} : ويقسم له مؤكداً بأنه سيعطيه وينعم عليه كل ما يرجوه من خير له ولأمته حتى يرضى بهذا العطاء( ) .
6-8- قوله تعالى : {ألم يجدك يتيما فأوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى} : يمتن الله على نبيه صلى الله عليه وسلم معدداً عليه شيئاً من نعمه ، وهي أنه كان يتيماً قد فقد أباه في الصغر ، فجعل له مكاناً يرجع إليه ويسكن فيه ، وكان ذلك برعاية جده وعمه له. ووجدك ضالاً عن معرفة الدين ، فهداك إليه ؛ كما قال تعالى : {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتب ولا الإيمان} [الشورى : 52]ُ . ووجدك فقيراً فأعناك .
9-11- قوله تعالى : {فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث} : يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : فإذا علمت نعمتي عليك في هذا فاشكرها بأن لا تغلب من فقد أباه ، وهو دون سن البلوغ ، ولا تذله بأي نوع من أنواع الإذلال ، فتظلمه بذلك . وأن لا تزجر الذي يسأل عن دينه ، أو يسألك النفقة من الفقراء . وأن تخبر الناس على سبيل الشكر لله بما أنعم عليك من نعمه ؛ كنعمة القرآن ، أو النبوة ، أو غيرها ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:48 am

سـورة الشـرح
آياتها : 8
سورة الشرح

بسم الله الرحمن الرحيم
ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك * فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا * فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فأرغب .
<******************>drawGradient()

سورة الشرح
1- قوله تعالى : {ألم نشرح لك صدرك} : يقول الله ممتناً على نبيه صلى الله عليه وسلم لقد وسعت لك صدرك ، فجعلته منبسطاً راضياً ، وجعلته محلا لوحيي ، ومتحملاً لأعباء حمله وتبليغه للناس ، ومتحملاً أخلاقهم ، وغير ذلك مما يدل على سعة الصدر وعدم ضيقه( ) .
2-4- قوله تعالى : {ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك * ورفعنا لك ذكرك} : ويمتن عليه بأنه قد حط عنه الإثم( ) الذي أتبعه وصار ثقيلاً عليه كأنه يحمله على ظهره . وأنه قد جعل له الثناء الحسن ، فصار لا يذكر إلا بخير ، ومن أعظم ذلك أنه قرن ذكره بذكر الله ؛ كما في الشهادتين( ) .
5-6- قوله تعالى :{فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا} ؛ أي : فإذا علمت هذا( ) ، فاعلم أنه يعقب الشدة فرج ومخرج ، ثم أكد هذا بتكرار الجملة ؛ للدلالة على أن اليسر يلحق العسر ويغلبه( ) .
7-8- قوله تعالى : {فإذا فرغت فأنصب * وإلى ربك فأرغب} ؛ أي : لما تقرر ما وهب الله لك ، فإن عليك إذا فرغت من عمل أن تنصب في عمل آخر من أعمال الخير( ) ، وهذا المعنى كالمعنى في قوله تعالى : {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين} [الحجر : 99] . وأن تكون أي رغبة لك – وهي طلب حصول ما هو محبوب – مطلوبة من الله لا من غيره ، والله أعلم .

سـورة التيــن
آياتها : 8
سورة التين

بسم الله الرحمن الرحيم
والتين والزيتون * وطور سنين * وهذا البلد الأمين * لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون * فما يكذبك بعد بالدين * أليس الله بأحكم الحاكمين .
<******************>drawGradient()
سورة التين
1-3- قوله تعالى : {والتين والزيتون * وطور سنين * وهذا البلد الأمين} : يقسم ربنا بشجرتي التين والزيتون ، وفيه إشارة إلى مكان نباتهما ، وهو الشام موطن كثير من أنبياء بني إسرائيل( ) ؛ كعيسى ابن مريم ويقسم بجل سيناء الذي كلم .........................
موسى( ) ، ومنها ومنه أرساله إلى فرعون . ويقسم بمكة التي جعلها آمنة ، وأمن من فيها( ) .
4-5- قوله تعالى : {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين} : هذا جواب القسم( ) ، والمعنى : لقد خلقنا الإنسان في أعدل خلق وأحسن صورة( ) . ولكنه أن لم يشكر هذه النعمة ، فأفسد فطرته ، ودس نفسه ، فإن الله سيرده إلى النار التي تغير هذا التقويم الحسن الذي خلقه الله عليه( ) .
6- قوله تعالى : {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون} ؛ أي : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، الذين شكروا الله على هذا التقويم الحسن بعبادته ، فإنهم لا يردون إلى أسفل سافلين : النار( ) ، بل هم أجر غير منقوص ، ...............................
.................................................. .........................................
ولا محسوب ، ولا منقطع( ) .
7- قوله تعالى : {فما يكذبك بعد بالدين} ؛ أي : فأي شيء يجعلك أيها الإنسان بعد هذا البيان لا تصدق بيوم ا لحساب( ) ، وقد وضحت دلائل صدقة ؟ أو من يكذبك يا محمد صلى الله عليه وسلم بعد هذا البيان بيوم الحساب( ) ؟ .
8- قوله تعالى : {أليس الله بأحكم الحاكمين} ؛ أي : أليس الله العالم بعباده بأحكم من فصل بين عباده وقضى بينهم ، فلا يظلمهم ، ولا يجور عليهم( ) ؟ ، والله أعلم .
سورة العلق
آياتها : 19
سـورة العلـق

بسم الله الرحمن الرحيم

اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * أقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم * كلا إن الإنسان ليطغى * إن راءه استغنى * إن إلى ربك الرجعى * أرءيت الذي ينهى * عبداً إذا صلى * أرءيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى * أرءيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى * كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة * فليدع نادية * سندع الزبانية * كلا لا تعطه واسجد واقترب .
<******************>drawGradient()
سورة العلق
آياتها الخمس الأولى أول ما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وكان ذلك في غار حراء .
1-5- قوله تعالى : {اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقم * علم الإنسان ما لم يعلم} : يأمر بنا تبارك وتعالى نبيه الأمي صلى الله عليه وسلم أن يتلو ما أنزله عليه ، وهي هذه الآيات ، فيقول له : اقرأ مستعيناً ومستفتحاً باسم ربك الذي خلق كل شيء .
ثم بين أصل خلق الإنسان فقال : خلق الإنسان من الدم المتجمد العالق بالرحم ، ثم كرر الأمر بالقراءة اهتماماً بها ، فقال : اقرأ وربك المتصف بكمال الكرم ، ومن كرمه أن علم الإنسان الكتابة بالقلم ، فحفظ به علومه ، ومن كرمه أنه علم الإنسان علوما كان يجهلها.
6-8- قوله تعالى : {كلا إن الإنسان ليطغى * إن راءه استغنى * إن إلى ربك الرجعى}؛ أي : ما هكذا ينبغي أن يكون الإنسان ، أن ينعم عليه ربه بتسوية خلقه وتعليمه ما لا يعلم ، ثم يكفر ويطغى( ) .
إن الإنسان الكفار ليتجاوز الحد ، ويعصي ربه ؛ لأجل أنه رأى في نفسه الغنى بما أنعم الله عليه ، فاستغنى عن ربه ، ولما كان منه ذلك ، هدده الله بأن مرده ومصيره إليه ، فليس له عن ربه مفر ولا ملجأ .
9-10- قوله تعالى : {أرءيت الذي ينهى *عبداً إلى إذا صلى} : نزلت هذه الآيات في أبي جهل لما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المسجد الحرام وحلف ليطأن رقبته، وهو يصلي( ) ، فقال تعالى : أعلمت أيها المخاطب عن خبر الذي ينهى محمداً صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المسجد الحرام ، ألم يعلم بأن الله يراه ، فيخاف سطوته وعقابه ؟.
11-12- قوله تعالى : {أرءيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى} ؛ أي ك أريت أيها المخاطب إن كان محمداً على الاستقامة والسداد في أمر صلاته ؟ ، أو كان أمراً باتقاء الله ، والخوف منه ؟ ، أيصح أن ينهى عن ذلك ؟! .
والواقع أن هذا الكافر ينهاه ، وهذا تعجيب من حاله ، إذ كيف ينهى من كان بهذه الصفة من الهدى والأمر بالتقوى ؟!.
13- 14- قوله تعالى : {أرءيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى} ؛ أي : أرأيت أيها المخاطب إن كان هذا الناهي مكذباً بالله ، ومعرضاً عنه ؟ ، أيعمل هذه الأعمال ، ولم يوقن بأن الله مطلع عليه ، بصير به ، ويعلم جميع أحواله ؟! .
15-16- قوله تعالى : {كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية * ناصية كاذبة خاطئة} ؛ أي : ليس الأمر كما قال وفعل هذا الناهي ، فإنه لا يقدر على إنفاذ ما أراد ، ثم يقسم ربنا على أن هذا العبد الناهي إن لم يترك أعماله هذه وينتهي عنها ليأخذنه مجذوباً من مقدمة رأسه ، وهذه الناصية – والمراد بها صحابها – يصدر عنها الخطأ والذنب ، والكذب في القول .
17-18- قوله تعالى : {فليدع نادية * سندع الزبانية} : لما نهى أبو جهل النبي صلى الله عليه وسلم ، انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو جهل : "علام يتهددني محمد، وأنا أكثر أهل الودي نادياً}( ) ، فقال الله : فليدع أبو جهل أهل مجلسه الذين ينتصر بهم ، فإنه إن فعل ، فإننا سندعو لهم ملائكة العذاب ، الذي يدفعونهم إلى العذاب دفعا شديداً .
19- قوله تعالى : {كلا لا تطعه واسجد واقترب} ؛ أي : ليس الأمر كما يظن أبو جهل فيما قال من اعتزازه بكثرة ناصريه ، فلا تسمع له ولا تخف منه في نهيه إياك عن الصلاة، بل استجد لله ، وتقرب إليه بكثيرة الصلاة له( ) ، والله أعلم .

ســورة القــدر
آياتها : 5
سورة القدر

بسم الله الرحمن الرحيم
إن أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر .
<******************>drawGradient()
سورة القدر
1-3- قوله تعالى : {إنا أنزلناه في لليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر} : يخبر ربنا أنه أنزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا( ) في ليلة عظيمة مباركة من ليالي شهر رمضان ، وهي ليلة القدر التي تقدر فيها مقادير السنة القادمة( ) .
ثم استفهم على طريق التفخيم والتعظيم لهذه الليلة ، فقال : وما أشعرك وأعلمك ما ليلة القدر هذه ؟ ، ثم أخبر عن فضلها وعظمها بأنها تعدل عمل ألف شهر لمن قامها إيماناً واحتسابا( ).
4-5- قوله تعالى {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر} : هذا من بيان فضل تلك الليلة ، وهو أن أهل السماء من الملائكة ، ومعهم الروح، وهو جبريل على المشهور ، ينزل منهم من إذن الله له بالنزول إلى الأرض في هذه الليلة، ومعهم ما أمر الله به من قضائه في هذه السنة : من رزق ، وأجل ، وولادة ، وغيرها ، وهذه الليلة هي خير كلها ، فهي سالمة من الشر كله من أولها إلى طلوع الصبح( ) . والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:50 am

سورة البينة
آياتها : 8
سورة البينة

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة * رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة * فيها كتب قيمة * وما تفرق الذين أتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة * وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين ا لقيمة * إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية * أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه .
<******************>drawGradient()سورة البينة
1-3- قوله تعالى : {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة* رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة * فيها كتب قيمة} : يقول الله تعالى : لم يكن هذان الصنفان من الذين كفروا ، وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، ومشركو العرب منفصلين عن كفرهم وتاركيه( ) حتى تأتيهم العلامة الواضحة من الله ، وهي إرسال الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ عن ظهر قلب ما في الصحف المطهرة من المكتوب المستقيم فيها الذي لا خطأ فيه ، وهو القرآن .
وهذا حكاية لحالهم في ذلك الزمان ؛ لأنهم كانوا ينتظرون بعث نبي آخر الزمان ، ولكنهم لما بعث افترقوا فيه ، كما سيأتي في قوله تعالى : {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} .
4- قوله تعالى : {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} ؛ أي : لم يتفرق أهل الكتاب( ) في أمر النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن جاءهم وبعث إليهم ، وهم قد عرفوه ، كما قال تعالى : {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} [البقرة : 89] ، فكروا به جحوداً، وآمن به بعضهم ، وقد كانوا قبل أن يبعث غير متفرقين يه ، فهم يعرفون صفته .
5- قوله تعالى : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ؛ أي : وما أمر الله اليهود والنصارى في القرآن إلا بما هو في كتبهم : من عبادة الله وحده والميل عن الشرك ، وإقامة الصلاة ، وإخراج زكاة أموالهم ، وذلك المأمور به هو الدين المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، وذلك مما يدل على صدق هذا الرسول المرسل إليهم .
6- قوله تعالى :{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية} ؛ أي : إن هذين الفريقين من الذين كفروا فيجحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم سيدخلون نار جهنم ويمكثون فيها أبد الآباد ، لا يخرجون منها ، ولا يموتون فيها ، ثم وصفهم بأنهم شر من برأه الله وخلقه .
7-8- قوله تعالى : {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه} ؛ لما ذكر الصنف الثاني ، وهم الذين آمنوا بالبينة وعملوا الأعمال الصالحات التي تقربهم إلى الله ، وهؤلاء هم خير من براه الله وخلقه ، وسيكون ثوابهم من تلك البساتين التي هي محل إقامة لا تحول عنها ، وهي التي تسمى جنات عدن ، والتي تجرى أنهارها على سطح أرضها بدون أخاديد تحدها ، وهؤلاء هم الذين رضى الله عنهم بما أطاعوه في الدنيا، ورضوا عنه بما أعطاهم من النعيم الذي لا يحصل إلا لمن خاف ربه في الدنيا وأحبه وعظمه، والله أعلم .
سورة الزلزلة
آياتها : 8
سورة الزلزلة

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها * يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .
<******************>drawGradient()
سورة الزلزلة
1-5- قوله تعالى : {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها * وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها} : يقول الله تعالى : إذا حركت الأرض حركة شديدة ، واضطربت لقيام الساعة ، وأخرجت الأرض ما في بطنها من الموتى( ) ، صاروا فوقها ، وقال الناس : ما للأرض ؟ لماذا اضطربت وارتجت . .
في هذا اليوم تتكلم الأرض وتخبر( ) عن الذي عمل عليه من خير وشر( ) ؛ ؛ لأن الله أعلمها وأمرها بهذا التحديث .
6-8- قوله تعالى : {يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثال ذرة شراً يره} ؛ أي : يوم تحصل هذه الزلزلة وما بعدها من الأهوال، يرجع الناس من موقف الحساب متفرقين ، لينظروا إلى أعمالهم وما جازاهم الله به ، بالمحسن يرى ما أعده الله من النعيم ، والمسيء يرى ما أعده الله له من العذاب ، ولذا قال مرغباًَ ومرهبا : فمن يعمل في الدنيا أي عمل خير ، ولو كان في الصغر وزن ذرة ، فإنه سيلقي حسن جزائه ، وكذا من عمل في الدنيا عمل شر ، ولو كان في الصغر وزن ذرة ، فإنه سيلقى سوء عقابه ، والله أعلم( ).
سورة القارعة
1-3- قوله تعالى : {القارعة * وما أدراك ما القارعة} ؛ أي : الساعة التي تقرع قلوب الناس بهولها( ) ، ثم هول أمرها مستفهماً عنها بقوله : {ما القارعة} ؛ أي : أي شيء هذه القارعة ؟ ، ثم زاد في تهويل أمرها ، فقال : وما أعلمك ما هذه القارعة ؟ .
4-5- قوله تعالى : {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث * وتكون الجبال كالعنهن المفوش} ؛ أي : القارعة تحصل يوم يكون الناس في انتشارهم وتفرقهم ، وذهابهم ومجيئهم كأنهم تلك الحشرات الطائرة المتفرقة على وجه الأرض . وتحصل يوم تكون الجبال الرواسي ، إذا دكت، كالصوف الذي مزق فتفرقت أجزاؤه( ) .
6-7- قوله تعالي : {فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية} : هذا تفصيل لما يكون عليه الناس الذي انتشروا كالفراش المبثوث ، وهم فريقان : الأول : من إذا وزنت أعماله رجحت في الميزان ، فهم في حياة هنيئة ، قد حل بهم الرضى مما حصل لهم من الجزاء في الجنة.
8-11- قوله تعالى : {وأما من خفت موازينه * فأمه هاوية * وما أدراك ما هية * نار حامية} : هذا الفريق الثاني ، وهم من إذا وزنت أعمالهم ، لم ترجح في الميزان ، فمرجعة إلى الهاوية التي يهوي بها على رأسه ، وهي النار التي قد اشتد إيقادها فحميت( )

سـورة التكاثــر
آياتها : 8

سورة التكاثر
بسم الله الرحمن الرحيم
ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر * كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون * كلا لو تعلمون علم اليقين * لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين * ثم لتسألن يومئذ عن النعيم .
<******************>drawGradient()سورة التكاثر
1-2- قوله تعالى : {ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر} ؛ أي : شغلكم أيها الناس ما أنعم الله عليكم من كثرة المال والأولاد وغيرهم عن طاعته سبحانه( ) ، حتى جاءكم الموت صرتم من أهل المقابر( ) .
3-4- قوله تعالى : {كلا سوف تعلمون * ثم كلا سوف تعلمون} ؛ أي : ما هكذا ينبغي أن تفعلوا في أن يلهيكم التكاثر عن طاعة الله ، وسوف تعلمون عاقبة تشاغلكم بالتكاثر، وكرر الجملة للتأكيد ، ولزيادة التهديد .
5- قوله تعالى : {كلا لو تعلمون علم اليقين} : أعيد الزجر تأكيداً لإبطال ما هم عليه من التشاغل ،وقال : لو أنكم تعلمون علماً يقيناً أن الله سيبعثكم( ) ، لما شغلكم هذا التكاثر .
6-7- قوله تعالى : {لترون الجحيم * ثم لترونها عين اليقين} : يقسم ربنا بأن عباده سيشاهدون النار بأعينهم ، ثم أكد هذا الخبر بأنه واقع لا محالة ، وأنهم سيكونون متيقنين برؤية النار ، يقيناً لا شك فيه( ) .
8- قوله تعالى : {ثم لتسألون يومئذ عن النعيم} ؛ أي : ثم ليسألنكم الله يوم ترون النار على كل نعمه التي أنعمها عليكم ؛ كالأمن والصحة ، والسمع ، والبصر ، والعافية ، وما يطعمه الإنسان ويشربه ... إلخ( ) .

سـورة العصـر
آياتها : 3
سورة العصر

بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
<******************>drawGradient()سورة العصر
1- قوله تعالى : {والعصر} يقسم ربنا بالدهر ؛ أي : الزمان الذي تقع فيه حركات بني آدم ، وعلى عابة تلك الأفعال وجزائها( ) .
2-3- قوله {إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} : هذا جواب القسم ، والمعنى : إن الأصل في الناس أنهم في نقص وهلكة، ويخرج من هذه الصفة من اتصف بصفات أربع : معرفة الحق ، وهو قوله : {إلا الذين آمنوا} ، والعمل به ، وهو قوله : {وعملوا الصالحات} ، وتعليمه لمن لا يحسن ، وهو قوله : {وتواصوا بالحق}( ) ، والصبر عليه ، وهو قوله : {وتواصوا بالصبر} من حبس النفس على أداء الفرائض( ) ، وعلى المصائب من قدره ، وحبسها عن المعاصي ، فيوصي بعضهم بعضاً يرفق ولين بهذه الأمور ، والله أعلم .


سورة الهمزة
آياتها : 9
سورة الهمزة

بسم الله الرحمن الرحيم
ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب أن ماله أخلده * كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * أنها عليها مؤصدة * في عمد ممددة .
<******************>drawGradient()
سورة الهمزة
1-3- قوله تعالى : {ويل لكل همزة لمزة * الذي جمع مالا وعدده * يحسب أن ماله أخلده} : يتوعد ربنا كل من كان خلقه أنه يغتاب الناس ويطعن فيهم( ) ، الذي من صفته أنه حريص على جمع المال والإكثار من عده وحسابه ، ولشدة ولعه بن ، يظن أن ماله سيبقيه في هذه الدنيا .
4-9- قوله تعالى : {كلا لينبذن في الحطمة * وما أدراك ما الحطمة * نار الله الموقدة * التي تطلع على الأفئدة * أنها عليهم مؤصدة * في عمد ممدة} ؛ أي : ما ذلك كما يظن هذا الهامز اللامز ، ليس ماله بمخلده ، ثم أخبر تعالى أنه سيعاقبه على أعماله التي عملها ، فذكر أنه سيقذفه ويلقيه في الحطمة التي تحطمه وتدقه وتكسره ، ثم استفهم عنها على سبيل التهويل ، فقال : وما أعلمك ما هذه التي تحطم ما فيه ؟ .
ثم بين أن هذه الحطمة هي النار التي تشتعل وتلتهب من شدة الإيقاد ، هذه النار التي يبلغ حرها قلوبهم ، وتحرق كل قلب بحسب ذنبه ، وهذه النار مطبقة( ) على الكفار لا يستطيعون الخروج منها ، وهم يعذبون فيها في أعمدة طويلة في النار( ) ، والله أعلم .


سـورة الفيـل
آياتها : 5
سورة الفيل

بسم الله الرحمن الرحيم
ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيراً أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول .
<******************>drawGradient()
سورة الفيل
تحكي هذه السورة قصة أبرهة الحبشي الذي جاء لهدم الكعبة في العام الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وتذكر ما حصل لهم من العقاب .
1-2- قوله تعالى : {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل} ؛ أي : لم تعلم بما صنعه الله بأبرهة وقومه الذين غزو مكة بجيش فيه أفيال ، وأرادوا أن يهدموا الكعبة ؟ ، لقد جعل الله سعيهم وتدبيرهم في صرف الناس عن الكعبة ومحاولة هدمها عملا ضائعاً لا فائدة فيه .
3-5- قوله {وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجرة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول} ؛ أي : وألم تعلم بما عاقبهم به من بعث طيور من السماء جاءت جماعات كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضاً( ) ، تحمل حصى صغيرة من طين( ) ، تلقيه على أصحاب الفيل ، ، فتقضي عليهم ، حتى صاروا كبقايا الزرع المأكول الذي تحول بعد الخضرة والنصرة ، إلى أن صار ملقى على الأرض يداس بالأقدام( ) ؟ .


سورة قريش
آياتها : 4
سورة قريش

بسم الله الرحمن الرحيم
لإيلاف قريش * إلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البت * الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف .
<******************>drawGradient()سورة قريش
1-2- قوله تعالى : {لإيلاف قريش * إلالفهم رحلة الشتاء والصيف} ؛ أي : لتعبد قريش رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ، لأجل نعمته عليهم بإيلافهم رحلة الشتاء إلى اليمن ، والصيف إلى الشام( ) ، أي : ما ألفوه واعتادوه من اجتماعهم( ) في رحلتهم للشام واليمن من أجل التجارة ، وقدم ذكر الإيلاف للاهتمام به( ) .
3-4- قوله تعالى : {فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} ؛ أي : ليعبدوا رب المسجد الحرام الذي سد جوعهم بالإطعام ، وأمنهم من الخوف ، فلا يعتدي عليهم أحد ، ولا يقع عليهم من المرض ما يذهب بهم ، ولا غيرها من الخوفات( ) ، والمعنى إن لم يعبدوه على نعمه ، فليعبدوه على هذه النعمة ، التي هي إيلافهم ، وذكر البيت لأنهم إنما أمنوا بسبب جوارهم له . والله أعلم .

ســورة الماعــون
آياتها : 7
سورة الماعون

بسم الله الرحمن الرحيم
أرءيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين * فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراءون * ويمنعون الماعون .
<******************>drawGradient()سورة الماعون
1-3- قوله تعالى : {أرءيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين} ؛ أي : أرأيت الذي لا يصدق بالجزاء من الثواب والعقاب( ) ؟ ، الذي من صفته أنه يدفع ويظلم الطفل الذي مات أبوه وهو دون سن البلوغ ، فلا يعطيه حقه( ) ، ولا يحث نفسه ولا غيره على إطعام المحتاج الذي قد بلغ من المسكنة مبلغاً عظيماً( ) .
4-7 قوله تعالى : {فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * والذين هم يراءون* ويمنعون الماعون} : يتوعد ربنا المصلين الذين يلهون عن الصلاة فيؤخرونها عن وقتها ، أو يتركونها أحياناً فلا يصلونها( ) ، أولئك المصلين الذين يقومون بأعمالهم ليراهم الناس ، وهم المنافقون( ) ، الذين لا يعطون الناس ولا يعيونهم بشيء : لا بزكاة ولا بغيرها من المنافع التي ينتفع بها ؛ كالقدر ، والفأس ، والدلو ، وغيرها( ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام صفا
Admin
ام صفا


عدد المساهمات : 170
نقاط : 57
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2008

معا نتعلم تفسير جزء عم Empty
مُساهمةموضوع: رد: معا نتعلم تفسير جزء عم   معا نتعلم تفسير جزء عم I_icon_minitimeالأربعاء 17 سبتمبر 2008, 10:54 am

سـورة الكوثـر
آياتها : 3
سورة الكوثر

بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وأنحر * إن شانئك هو الأبتر
<******************>drawGradient().
سورة الكوثر
1-3- قوله تعالى : {إنا أعطيناك الكوثر * فصلي لربك وأنحر * إن شانئك هو الأبتر}.
يخبر ربنا تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم عن هبته له ذلك النهر العظيم في الجنة، الذي أسمه الكوثر ، وهو جزء نم الخير الذي أعطاه إياه( ) . ثم أمره الله بأن يؤدي شكر هذه النعمة بأن تكون الصلاة والذبح له سبحانه ، لا كما يفعل المشركون الذين يذبحون للأصنام( ) .

ثم أخبره أن مبغضه هو المنقطع عن كل خير ، بخلاف أنت فيما أعطاك الله من الخير( )

سـورة الكافـرون
آياتها : 6
سورة الكافرون

بسم الله الرحمن الرحيم
قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنت عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين .
<******************>drawGradient()سورة الكافرون
حكي في سبب نزولها أن قريشاً طلبت من الرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعبد أصنامهم سنة ، وهم يعبدون إلهه سنة ، فأنزل الله هذه السورة براءة من الكافرين وعبادتهم .
وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه السورة في الركعة الثانية من الشفع ، وفي الركعة الأولى من سنة الطواف وسنة الفجر ، وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ربع القرآن .
1-6- قوله : {قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد* ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين} .
يأمر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يوجه الخطاب لكل الكافرين ، ماداموا على الكفر( ) ، ويخبرهم أنه لا يعبد معبوداتهم لا في حاضره ولا في مستقبله ، وهو قوله : {لا أعبد}، ولا في ماضيه( ) ، وهو قوله : {ولا أنا عابد} ، كما أنهم هم لا يعبدون إلهه أبداً ما داموا على الكفر ، وهو قوله عنهم في الموضعين : {ولا أنتم عابدون ما أعبد}( ) .
ثم ختم الآيات بتأكيد المفاصلة والبراءة من ملتهم وشرعهم ، فقال : لكم ما تعتقدونه من الملة الكافرة ، ولي ما اعتقده من توحيد الله سبحانه ، فلا يمكن أن نلتقي أبداً ،( ) والله أعلم .

سـورة النصــر
آياتها : 3
سورة النصر

بسم الله الرحمن الرحيم
إذ جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره أنه كان توابا .
<******************>drawGradient()سورة النصر
1-3- قوله تعالى : {إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره أنه كان تواباً } .
أي : إذا جاءك يا محمد نصر الله لك على قومك من قريش ، وجاء فتح مكة( ) ، ورأيت قبائل العرب تدخل في الإسلام جماعات تلو جماعات ، فأعلم أنه قد دنا أجلك( ) ، فأكثر من طلب المغفرة من ربك ، ومن ذكره بأوصاف الكمال التي تدل على حمدك إياه ، إنه سبحانه يرجع لعبده المطيع بالتوبة ، فيتوب عليه . وكان صلى الله عليه وسلم كثير الاستغفار والحمد بعد نزول هذه السورة ( )، والله أعلم .
سـورة الـمَسَـد
آياتها : 5
سورة المسد

بسم الله الرحمن الرحيم
تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد .
<******************>drawGradient()سورة المسد
أخرج البخاري عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء ، فصعد الجبل فنادى : "يا صباحاه" . فاجتمعت قريش ، فقال : "أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أكنتم مصدقي " ؟ قالوا : نعم . قال : "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا ؟ تبا لك ، فأنزل الله : {تبت يدا أبي لهب وتب} إلى آخرها .
1-5- قوله تعالى : {تبت يد أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد} .
هذا دعاء بالهلاك والخسران على عم الرسول صلى الله عليه وسلم المكني بأبي لهب ، وقد حصل له هذا ، ذلك جزاء قوله للنبي صلى الله عليه وسلم "تبا لك سائر اليوم ، ألهذا جمعتنا( )؟".
ثم خبر الله أن مال أب لهب وولده لا ينفعونه ولا يردون عنه عذاب الله( ) ، وأنه سيدخل ناراً تتوقد تشويه بحرها ، وأنه ستدخل معه زوجه أم جميل التي كانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمل الخطب الذي فيه الشوك فتلقيه في طريقه( ) ، وقد جعل الله في عنقها حبلاً مجدولاً ومفتولاً من ليف أو غيره ، يكون عليها كالقلادة التي توضع على العنق( ) ، جزاء ما كانت تصنع في الدنيا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .

ســورة الإخـلاص
آياتها : 4
سورة الإخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد .
<******************>drawGradient()
سورة الإخلاص
ذكر أن الكفار قالوا : يا محمد انسب لنا ربك ، فنزلت هذه السورة( ) .
ومن فضل هذه السورة : أنها تعدل ثلث القرآن ، وأنها تقرأ في صلاة الوتر ، وسنة الفجر، وسنة الطواف ، وفي أذكار الصباح والمساء ، وأذكار دبر الصلوات .
1- قوله تعالى : {قل هو الله أحد} ؛ أي : قل يا محمد : ربي هو الله لاذ له العبادة ، لا تنبغي إلا له ، ولا تصلح لغيره ، المتصف بالأحدية دون سواه ، لا مثيل له ، ولا ند ، ولا صحابة ولا ولد( ) .
2- قوله تعالى : {الله الصمد} ؛ أي : الله الموصوف بالأحدية ، هو السيد الذي قد انتهى في سؤوده ، والغنى الذي قد كمل في غناه فلا يحتاج ما يحتاجه خلقه من الصاحبة والولد، ولا من المأكل والمشرب ، ولا من غيرها ، فهو الذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله هذه صفته ، لا تنبغي إلا له( ) .
3-4- قوله تعالى : {لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحدا} ؛ أي : هذا المعبود بحق ليس ممن يولد فيفني ، ولا هو بمحدث لم يكن فكان ، بل هو الأول الذي ليس قبله شيء، والآخر الذي ليس بعده شيء . ولم يكن له مثيل يكافئه في أسمائه وصفاته وأفعاله .

ســورة الفلــق
آياتها : 5
سورة الفلق

بسم الله الرحمن الرحيم
قل أعوذ بربك الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد .
<******************>drawGradient()سورة الفلق
سبب نزول هذه السورة والتي بعدها : سحر لبيد بين الأعصم اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومما ينبغي أن يعلم أن هذا السحر لم يكن له أثر على الجانب النبوي (تبليغ الوحي) ، بل كان فيما يتعلق ببشريته صلى الله عليه وسلم ، حيث كان يرى أنه فعل الشيء ، ولم يكن قد فعله .
وهاتان السورتان – الفلق والناس – تشتركان في أسم واحد ، وهو المعوذتان ، ولهما فضائل ؛ منها : معوذتان من السحر والعين ، وأنهما تقرءان في أذكار دبر الصلوات ، وفي أثكار الصباح والمساء ، وعند النوم .
1- قوله تعالى : {قل أعوذ برب الفلق} : يرشد الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستجير به : بربوبيته للصباح ، والمعنى : استجير برب الصبح( ) .
2-5- قوله تعالى : {من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد} ؛ أي : أستجير برب الصبح من شر كل خلقه الذين خلقهم، من جن وإنس وهوام ودواب وغيرها ، ثم خص بعض ما خلقه لزيادة ما فيها من شر ، فطلب منه أن يستجير به من شر الليل إذا ظهر قمره ، فدخل في الظلام( ) ، ويستجير به من شر السواحر اللاتي يفنخن بلا ريق على ما يعقدنه من خيوط وغيرها عند إرادة السحر( ) ، ويستجير به من الذي يتمنى زوال نعمة الله عن غيره ، الذي قد تمكن هذا الإحساس النفسي الخبيث فيه ، يستجير به من شر عينه ونفسه( ) ، والله أعلم .


سـورة النـاس
آياتها : 5

سورة الناس

بسم الله الرحمن الرحيم
قال أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس .
<******************>drawGradient()
سورة الناس
1-3- قوله تعالى : {قل أعوذ برب الناس * مالك الناس * إله الناس } ؛ أي : قل يا محمد : استجير برب الناس ، فخصهم بالذكر لأنهم المستعيذون ، والرب : الذي يسوسهم ويرعاهم ويدبر أمورهم ، وهو ملكهم الذي يتصرف فيهم بالأمر والنهي ، فهم تحت قدرته ، وهو إلههم المستحق للعبادة دون سواه .
4-6- قوله تعالى : {من شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس * من الجنة والناس} ؛ أي : أستجير به سبحانه من شر الشيطان الذي يلقي في قلب العبد ، إذا غفل عن الذكر ، يلقي صوته الخفي ، الذي لا يحس به .
ويتأخر عن القلب فلا يوسوس فيه إذا ذكر العبد ربه( ) . وهذا الشيطان يوسوس في محل القلوب ، وهي صدور الناس : جنهم وإنسهم ، أو هذا الموسوس من الجبن والناس يوسوس في صدور الناس ، كما قال تعالى : {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} [الأنعام : 112] ( ) ، والله أعلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معا نتعلم تفسير جزء عم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاخوة في الله :: الاسلام :: المنتدی الاسلامی-
انتقل الى: