..:: ذئبان - عن استضافة قطر لمونديال 2022 ::..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم -ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال و الشرف لدينه- صحيح
انظر لإفساد الذئاب الجائعة إذا أطلقت في قطيع غنم كيف يكون ، فإن حرص المرء على المال و الشرف أفسد للدين من إفساد الذئاب للقطيع
تذكرت هذا الحديث و أنا أتابع فوز دولة قطر بتنظيم كأس العالم 2022 و تفوقها على دول كبار مثل الولايات المتحدة و اليابان و كوريا الجنوبية و أستراليا يفوقونها تقدماً و إمكانيات و حتى في المستوى الكروى - لم يسبق لقطر مجرد التأهل لكأس العالم ومنتخبها يعتمد على المجنسين لعدم وجود لاعبين على مستوى عال من أبناء البلاد- حيث تسائل الكثيرون عن مغزى تنظيم هذا الحدث فى دولة عربية و إسلامية و لها ظروف دولة قطر الصغيرة جداً فى المساحة 11,437 كم2 و الصغيرة جداً جداً فى عدد السكان 1,652,608 بكثافة 74/كم2
وتحت عنوان «خمس مشاكل متوقعة تواجه قطر» شككت صحيفة «تليجراف» البريطانية فى قدرة القطريين على النجاح فى تنظيم المونديال، والخروج به إلى بر الأمان، فى أول مونديال تستضيفه منطقة الشرق الأوسط.
ويعد المناخ هو التحدى الأول لقطر فى ظل ارتفاع درجة الحرارة إلى ٥٠ درجة مئوية، وهو ما قد يؤثر على اللاعبين والجماهير على السواء، إلا أن الحكومة القطرية تعهدت بتوفير أجهزة التكييف، التى تتغلب على هذه الطبيعة القاسية عن طريق نظام تبريد مبتكر.
ثانى التحديات التى اهتمت بها «تليجراف» كان البنية التحتية التى تملكها قطر، فعلى الرغم من تبقى ١٢ عاماً على مونديال ٢٠٢٢، فإن قطر لا تملك قطر إلا ثلاثة ملاعب فقط، وبالتالى تحتاج إلى تسعة ملاعب جديدة لاستيعاب إقامة البطولة، فضلاً عن حاجة الملاعب الثلاثة الموجودة للتطوير، وفضلاً عن وسائل المواصلات التى ستحتاج إلى تطوير ضخم، وإنفاق مليارات الدولارات لتجهيز الطرق، وإنشاء القطارات ومترو الأنفاق.
أما التحدى الثالث، فتمثل فى الفنادق وقدرتها على استيعاب الإقبال الكبير من الجماهير، لمتابعة البطولة الذى من المتوقع أن يصل إلى نصف مليون مشجع، خصوصا أن مساحة قطر نفسها صغيرة جدا، حتى إن ١٠ من أصل ١٢ ملعباً ستكون جاهزة للبطولة ستتواجد فى مساحة لا تتجاوز ٣٠ كم حول العاصمة القطرية الدوحة.
ورابع التحديات تمثل فى ثقافة الشعب القطرى، وقالت «تليجراف»: «قطر لديها نفس قوانين دول الشرق الأوسط المجاورة لها، وبالتالى ستشاهد الجماهير العرب ثقافة جديدة، وهى ضرورة وجود عدد من النوادى الليلية والحانات فى الشوارع، وهو ما لا يتوفر حالياً إلا فى بعض الفنادق غالية الثمن فقط، فضلا عن أن الشريعة الإسلامية المطبقة فى قطر تمنع تناول الكحوليات فى أى مكان عام، وهو ما لا يمكن تحقيقه مع الكم الكبير من الجماهير المتوقع وصولها إلى قطر».
!!!!!!!!!!!!!!!
وتحت عنوان «الميراث» جاء التحدى الخامس الذى يواجه قطر وهو عدم استفادة القطريين من الملاعب التى سيتم بناؤها بعد انتهاء البطولة، وقالت الصحيفة البريطانية: كيف لبلد لا يتجاوز سكانه ١.٦ مليون نسمة أن يستفيد من ١٢ ملعباً رئيسياً وباقى ملاعب التدريب، وهو ما سيتكلف مبلغاً يصل إلى ٤ مليارات دولار؟
وردت قطر بأنها ستتبرع بهذه الملاعب بعد ذلك إلى الدول الفقيرة، وهو ما دفع محرر الصحيفة للتعجب، قائلاً: ولماذا لا يتم بناء هذه الملاعب فى البلدان الفقيرة من البداية؟
حتى الغرب يعتقدون أن الشريعة الإسلامية تناقض تنظيم مثل هذا الحدث
ولكن فى الحين ذاته جاءت الانتقادات على الإنترنت مكثفة ضد فيلم الدعاية النهائى الذى عرضته قطر فى زيورخ أول ديسمبر كآخر نقطة تأثير. فيه ظهر مواطنون عرب يساندون ملف قطر ويعبرون عما سيمثله هذا من تحول إيجابى لصورة المنطقة. ولكن يظهر أيضا فى منتصف الفيلم طفل إسرائيلى يقول: «إذا لعب الإسرائيليون ضد العرب فى المونديال ، فكلٌ سيشجع فريقه، وسنأتى لنتعرف على بعضنا البعض». فى المقابل يبتسم طفل عربى فى جلبابه الأبيض لقول ذاك الطفل الإسرائيلى. ها هى قطر تتخاطب مع إسرائيل فى ملف المونديال.
ما الذي يجبر دولة مثل قطر على الإنبطاح بمثل هذا الشكل حتى تخلت عن كل مبادئها و قيمها الإسلامية و تقديم كل هذا الثمن؟
السماح بتداول الخمور علناً فى الشوارع و كذا السماح بالسير بالبكيني و ما شابه في الطرقات خصوصاً مع الحرارة الشديدة التي يصعب على الأوربيين و الأمريكيين تحملها و كذا المبالغ الطائلة التي ستنفق لإنشاء ملاعب و فنادق و مترو لا يحتاجه البلد ولن تستخدم إلا لمدة شهر و لست أدري كيف يمكن التبرع بها
كل هذا الثمن من أجل ماذا؟
كل هذا للحرص على هذا الشرف فانظر كم أفسد هذا الحرص الدين؟
من أجل الفوز بشرف وياله من شرف أن تكون أول دولة عربية و إسلامية تنظم هذا الحدث
ليست قطر وحدها ولكن هناك دول أخرى إسلامية تنافسها فى سلسلة لا تنتهي من التنافس على صيغة أفعل - أكبر , أضخم , أطول ,.......-مثل أطول برج و أكبر صالة تزلج على الجليد - وسط الصحراء - و البقية تأتي
قيل أن هولاكو حينما فتح بغداد ودخل إلى قصر الخليفه استدعاه وأمر جنوده بوضع طبق من ذهب كنوزه التي يدخرها في قبو على مساحة قصره فقال هولاكو: كُلْ ((يقصد الذهب)) فرد الخليفه:أيُأكل؟ فأجابه هولاكو:
لو أنفقت هذا على جنودك وشعبك لما كنت أنا ها هنا
:::::::::
كتبه / إسلام محمد