عدد المساهمات : 30 نقاط : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/07/2008
موضوع: كيف نستقبل رمضان؟ الخميس 14 أغسطس 2008, 2:37 pm
كيف نستقبل رمضان؟
اللهم بلغنا رمضان ؛فإن الذنوب تتكاثر علينا ،اللهم بلغنا رمضان، فإن القلوب قد استودت منا،اللهم بلغنا رمضان؛فقد أثقلت الخطايا كواهلنا،اللهم بلغنا رمضان فقد
اشتد شوقنا إليه،اللهم بلغنا رمضان فقد طال انتظارنا له،إننا ننتظر بالفرح حلول رمضان،وكيف لايبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟!،وكيف لايسعد المذنب بغلق أبواب النار؟!فالسعاده فى دخول رمضان0
ولكن اى فرح؟،انه الفرح بفضل الله تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخير مما يجمعون) اننا ننتظر رمضان الساعه تلك الساعه،فلابد ان نعلم بماذا نفرح؟
فالفرح فرحان :فرح بالحق وفرح بالباطل،الفرح بالحق هو الفرح برحمة الله وفضله،
ان تفرحبتوبة الله عليك من المعاصى والذنوب،تفرح بتوقيت الله لك بقيام الليل كل لليله لمدة شهر،تفرح لأن الله اعطاك فرصه لأن تحسن للخلق فتتعم المساكين ،وأن تدعوا الله فى صيامك وعند فطرك وتشعر ان للصائم دعوه مستجابه 0
اما الفرح بالباطل
فهو كمن يفرحون بالمسلسلات والافلام ،ينتشى احدهم لآن فى رمضان سيكون هناك فوازير ومسرحيات ،يفرح لأنه فى رمضان كرة ومباريات،
(ذلكم بما كنتم تفرحون فى الآرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون –ادخلوا أبواب جهنم
خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين)
يفرح المؤمن بالحق،
فيفرح بفتح أبواب الجنه وغلق ابواب النار،وتستبشر فيه بوقت
تغل فيه الشياطين،ولكن لابد من الأستعداد لهذا الفرح،لابد من اعداد العدة لهذا المهرجان،لابد من التجهيز قبل قدوم الضيف...
قال سبحانه وتعالىولو أرادوا الخروج لأعدوا له عده )
فلما لم يعدوا العده للخروج علم انهم غير صادقين ؛لذلك عوقبوا بالتثبيط والخذلان
، فإن كنت تريد العتق من النار فى رمضان .. انكنت تريد ان تقبل وتمحى خطيئتك
يقول إبن القيم رحمه الله:
"حذار حذار من أمرين :ان يأتى واجب الوقت وأنت غير
مستعد له ومتهئ لفعله فتعاقب بالتثبيط عن فعله وتخذيل عن تحصيله ، قال تعالى
( فإن رجعك الله إلى طائفه منهم فستأذنوك للخروج فقل لن تخر جوا معى ابدا ولن
تقاتلوا معى عدوا إنكم رضيتم بالقعود أول مره فاقعدوا مع الخالفين)
وحذارمن رد الأمر لأول وهله لمخالفه هواك؛فتعاقب بتقليب القلب ،قال تعالى:
( ونقلب افئدتهم وابصارهم كألم يؤمنوا به اول مره)
من هنا علم
أنه لابد من الأستعداد لشهر رمضان قبل دخوله حتى لاتعاقب بالتثبيط
عن افعال الخير والتخذيل عن زيادة الطاعات وفهم الآيه فى ضوء هذا الكلام،إن كراهية الله انبعاثهم وتثبيطهم كانت نتيجة عدم استعدادهم اصلا وعدم صدق
رغبتهم فى ذلك،أما اذا استعد الأنسان للعمل وتجهز لأدائه وأقبل على الله راغبا اليه
؛فإن الله سبحانه اكرم من يرد عبدا أقبل عليه 0ولذلك كان السلف يستعدون لرمضان استعدادا حقيقيا يبدأ ذهنيا،فيدعون الله ستة اشهر أن يبلغهم رمضان،ثم يدعون الله ستة اشهر اخرى بعد رمضان أن يتقبل رمضان ،فكأن السنه
كلها رمضان،ومن الاستعداد ايضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر الصيام فى شعبان حتى كان يصومه كله إلا قليلا ،وما رؤى
فى شهر هو أكثر صياما من شعبان ،وما إستكمل صيام شهر قط إلا رمضان 0
هؤلاء السلف كانوا يعرفون قدر رمضان ،قال يحيى ابن أبى كثير: كان من دعائهم:
اللهم سلمنى إلى رمضان وسلم إلى رمضان ،اللهم سلمنا لرمضان وسلم رمضان لنا،
وتسلمه منا متقبلا ...
بلوغ رمضان نعمه من الله علينا:
فبلوغ رمضان نعمه ،ومن حرم رمضان فهو المحروم،ومن حرم خيره فهو المحروم،
ومن لم يتزود لستقباله فهو ملوم ..
وقد ذكر العلماء ان شهر رجب شهر البذر ،وشعبان شهر السقى، ورمضان، شهر
جنى الثمار ،فلكى تجنى الثمار فى رمضان لايد من بذر يبذر وان يسقلى حتى تكون
له ثمره..
ايها الاخوه، اننا ينبغى ابتداء ان نستعد لرمضان وذلك يخطوتين :
الاولى :اثارة الشوق ،بان يثور من قلوبنا شوق لأن نستقبل رمضان فنرحم فيه وتعتق
رقابنا من النار..
والثانيه:انك لو اشتقت لشممت ريح رمضان عن بعد كما شم يعقوب ريح يوسف
فلو شممت ريح رمضان ولبست قميصه لعاد قلبك بصيرا،فالاستعداد لرمضان
بخطوتين :الشوق ،وبصيرة القلب..
اما الشوق فإنه عملية غليان فى القلب تحفذا لستقبال محبوب غائب طال انتظاره،
واما البصيره والنور فى القلب فانها تجعل الانسان يرى فضل الايام وثمرة الاعمال وو
ووعود الاخره،فيكون ذلك دافعا لعلو الهمه فى الاستقبال والاستعداد0
إخوتاه،حرى بنا ان نستعد استعدادا حقيقيا لاستقبال شهر رمضان،أن نعلم كيف
نصومه حقا 0انكفى عبادة من ساعه نويت الصوم عند طلوع الفجر كأنك دخلت
الصلاه بتكبيرة إحرام ،فإياك ان يلتفت قلبك عن الله اثناء النهار، فى اثناء النهار
انت صائم يعنى عابد لله ، فاحذر من التفات القلب ،وهذه هى بصيرة القلب ان
ترى بعين قلبك طيلة نهار الصيام نفسك قائما بين يدى الله 0
أخى الحبيب:
انه زمان طاعة ،وقد يسر الله لك الامر واعانك عليه بل وذكر سبحانه ايام الصيام
فقللها بقوله جل وعلااياما معدودات) فاحترام الشهر ولا تجترم الاثام فى تلك
الايام،وانا احذرك من قطاع الطريق الى الله، الداعين الى معصيته فى هذا الشهرمن
وسائل الاعلام المختلفه فى الجرائد والمجلات والراديو والتليفزيون والمسارح
والسهرات ،اياك والمعاصى فى هذاالشهر؛فانه كما تضاعف الحسنات فيه تضاعف
ايضا السيئات؛ لأنه ينضاف الى المعصيه الظاهره من زنا العين بالنظر الى الحرام
وكذب اللسان بالزور ةالفحش والبهتان ،ينضاف الى ذلك معصيه قلبيه من الكبائر
وهى عدم تعظيم حرمات الله ؛فاحذر ان ينزل بك بطش الرحيم الرحمن فى شهر
رمضان..
ففى هذا الشهر يؤخذ من ابليس بالثأر،وتستخلص العصاه من أسره.
أخوتاه..
شهر رمضان شهر التيقظ شهر التحفظ ،اخوتاه...بين أيديكم سفر ، والأعمال فيها
قصر،وكلكم والله على خطر،كونوا على حذر من الجبار وقد قدر،عرفوا قدر من قدر
،تذكروا كيف عصيتم وستر،وأيم الله لو قمتم على البصر ،وسجدتم شكرا لله وسجدتم
على الإبر ،ما وفيتم شكر نعمة الله ولا على نعمة الستر،اما طوى القبيح والجميل نشر
؟!اما بعض نعمة السمع والبصر ؟!!
إخوتاه..
آن الرحيل وما عندكم خبر!،إلى كم توعظون ولا تتعظون؟!
إخوتاه ..أدركوا انفسكم اليوم بتوبه قبل ان يدرككم الموت..
هذه تهيئه لرمضان ،فلذلك استعد لرمضان بكثرة الصيام حتى تتعود النفس على
الصيام...قم الليل فى شعبان ،أكثر من تلاوة القرآن، واكثر من ذكر الله تعالى ...
تمهيدا للدخول فى رمضان .
ويقول بعض السلف : رجب شهر الغرس ،وشعبان شهر السقى،ورمضان شهر جنى الثمار،فإذا أردت جنى
الثمار فى رمضان،فلا بد من الغرس فى رجب وسقى ذلك الغرس فى شعبان.
إننى عندما اقول لك : صم فى رجب وشعبان وقم الليل فيهما،وتصدق فيهما ، واغرس الاعمال الصاله
فى رجب وتعاهدها بالسقى فى شعبان؛ إ نما اقول لكم ذلك لكى تستشعر بعد ذلك فى
رمضان لذة الصيام ، ولذة القيام وقراءة القرآن، ولذة الصد قه وسائر اللذات ، لأن
لأمر يحتاج الى صبر ومصابره وطول مكث ... لايأتى من أول وهله ، وأيام رمضان